عرف معجم المعاني الجامع الآفة على أنها كل ما يصيب شيئا فيفسده.. تماما كالتعصب بألوانه الذي كان ومازال سبب خلافاتنا وصراعاتنا الفكرية والاجتماعية على مستوى الدول والأفراد على مر العصور والأزمان.
التعصب الذي لا يدل الا على انحطاط أخلاقي وفكري وديني. والتعصب الذي لا يعرف عن صاحبه سوى كونه لا يملك ذرة سلام وتسامح نفسي حتى مع نفسه. والتعصب الذي يدل على أن صاحبه حصل على تربية عنصرية، والدين والأخلاق بريء منه.
وقد عرف أحدهم التعصب على أنه «شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر باطلا، ويظهر هذا الشعور في صورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته». والتعريف السابق يوضح في اعتقادي أن المتعصب ما هو إلا شخص مريض قرر أن يضيع وقته في مراقبة الغير وإصدار أحكامه الانطباعية عليهم بدلا من إضاعتها بالنظر إلى نفسه ومحاولة إصلاح اعوجاجها، ولهذا فالمتعصب هو أبعد الناس عن الدين والتعصب هو أولى خطوات الإجرام في المجتمعات وأكبر دليل ما يحصل في عالمنا العربي من حروب ودمار في بقاع مختلفة، حيث انها يجمعها شعار واحد هو التعصب.
إن ما سبق يذكرنا بقول الله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول «ليتهم يخلعون أقنعتهم لنعيش بسلام».