قال عمر المختار «كن عزيزا وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريا، فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى» ربما يعتقد البعض أن في حني رقبته للغير طريقا للوصول إلى ما يريد، ويعتقد البعض الآخر أنه لا سبيل للنجاة إلا باتباع هذه الوسيلة الرخيصة، والبعض الآخر تعود على اتباع هذه السبيل لأنه الأسهل من وجهة نظره.
وفي المقابل نجد هناك من يمقت هذه التصرفات ويعتبرها إهانة حقيقة ومباشرة للكرامة، فلو «خليت خربت» وبرغم اختلاف وجهات النظر حول هذا الموضوع، فإننا نجمع على صعوبة احترام هذه الفئة من الناس التي لجأت للعباد وتركت المعبود، حيث الوحيد الذي يستحق الانحناء ولا أعلم تحديدا متى تحول بعض الناس إلى أضحية تسلم رأسها طوعا للذبح.
انه لمن العار في وجهة نظري ان يتخلى البعض عن كبريائه وكرامته لأجل أي طلب مهما بلغت أهميته فيلجأ للدهاليز والطرق المختصرة من خلال الانحناء للغير راجيا ومتذللا بكل الأساليب والطرق.. ولا أعلم كيف لهؤلاء أن يطلبوا من الآخرين احترامهم وهم بالأساس لا يحترمون أنفسهم.
باعتقادي ان الجزء الأهم في إنسانيتنا هو جوهرنا الذي لا بد أن نحافظ عليه مهما جار علينا الزمان خصوصا أنه الوحيد الباقي بعد زوال جمالنا وحسننا الخارجي وضعف عطائنا وقوتنا.
ومع الأسف ان هذه النوعية موجودة في كل مكان وزمان وفي جهات متنوعة، والأسوأ أنها تمثل حجر عثرة في وجه المستحقين فنجدها تأخذ فرص غيرها من أصحاب الكرامة والمعرفة الحقيقية، مستبيحة لنفسها أخذ ما تريد على حساب كرامتها عن طريق «القلقسة».. والعيب هنا ليس منهم.. بل انه من ذلك الشخص الذي فتح لهم بابه وسمح لنفسه بان يكون انطباعيا لا موضوعيا في الحكم عليهم. .توقفوا عن سلك طرق الوصول المختصرة وجربوا ولو مرة ان تشعروا بلذة النجاح بعرق الجبين.