مادمت لا تحب عملك لماذا مازلت تمارسه؟ لماذا أفنيت تلك الخمس أو العشر أو العشرين عاما وأنت في نفس المكان؟ لماذا أجبرت نفسك عليه رغم تعدد الاختيارات من حولك؟ لماذا تحمل مسؤولك أو مديرك مسؤولية كرهك لعملك على الرغم من كونك أنت صاحب المسؤولية؟
أعتقد أن الحياة عبارة عن مغامرة علينا أن نستمتع بكل لحظة فيها داخل عملنا ومنزلنا ودراستنا، فإذا انزعجنا من شيء فما الضرر من تركه؟ ففي النهاية الحياة تستمر ورزقنا وأمورنا على الله، فلماذا يصر البعض على الاستمرار في شيء لا يحبه؟ لماذا نسمح للأمور بأن تؤثر علينا بدلا من التأثير عليها؟ هل وظيفتنا في الحياة تكمن في مجرد السير مع القطيع؟ هل العالم بحاجة إلى مجرد نسخ باهتة أم بحاجة لأشخاص مبدعين؟ هل من الصحيح أن أستيقظ كل صباح على صوت منبه مزعج يخبرني بأنني ذاهب إلى مكان أكثر إزعاجا منه؟
فلنتخيل معا لو أن كل شخص أمامنا مارس العمل الذي يحبه، ألا تعتقدون أن الحياة ستكون أفضل من حولنا؟ ألا تعتقدون أننا سنغدو مجتمعا أكثر تحضرا وقوة وتميزا ونجاحا ونضجا؟ يؤسفني أن أرى ذلك المسؤول الذي يهتم بعدد ساعات بقاء موظفيه في العمل بدلا من اهتمامه بمستوى الإنتاج، ويؤسفني أن أرى موظفا يتثاءب على مكتبه ويمارس عمله غصبا ويعامل المراجعين «بنفسية» فقط لأنه لا يحب عمله ثم أين هي شخصيتك؟ أين هي أحلامك وآمالك التي نسجتها في صغرك عندما كان والداك يسألانك ماذا تتمنى أن تصبح عندما تكبر؟ وترد عليهما انك تود أن تصبح طبيبا أو طيارا أو معلما، فإذا فقدت القدرة على حب عملك عليك فورا أن تبحث عن عمل آخر تحبه.
إن هذه القضية المطروحة ذكرتني برواية باولو كويلو «الخيميائي» عندما كان يردد بطلها جملة «ابحث عن أسطورتك الذاتية»، فكلنا نستطيع خلق أساطير رغم كل ما نواجهه من مصاعب، فالمهم ان نؤمن بأنفسنا وأن نتغير أولا من الداخل قبل الخارج وألا نعلق على شماعة الحياة نتائج قراراتنا الخاطئة في الحياة، فإذا أردت أن تنجح فعليك أولا أن تقدم استقالتك.