أعتقد أن الكثير منا قرأ واستفاد من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» لجون غراي، على مر السنوات بمختلف المجتمعات والثقافات، خصوصا أن كتابه يحاكي جميع العقليات من الجنسين، حيث اثبت لنا المؤلف فيه ان الرجال سواسية بالرغبات والحاجات على اختلاف أصولهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، وكذلك الحال بالنسبة للنساء.
وأنا متأكدة من أن هناك تفاوتا بيننا في مستوى تقبلنا لكل ما جاء في هذا الكتاب، وبشكل شخصي فقد أعجبت بالجزئية التي تحدثت عن تفاوت الجنسين في مستوى الحديث والكلام، فالرجل عادة يفضل الصمت إذا ما واجه مشكلة، أما النساء فأنهم يختارون الكلام عن المشكلة في حينها، والسؤال هنا كم من رجل لديه حسن استغلال لأذنيه الاثنتين في سماع مشاكل أنثاه؟ وكم من رجل لم يكتشف حتى الآن أن تفكير الأنثى مغاير كليا عن تفكير الرجل في شتى مجالات الحياة؟
ولنا أن نتعرف ونعترف بأن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الطلاق في الكويت تحديدا والتي بلغت السنه الماضية 37% تقريبا هو في عجزنا عن التعرف على فروقتنا ورفضنا الاستماع إلى صوت عقلنا وبالتالي الانسياق الأعمى خلف مشاعرنا العوجاء التي تأبى أن تفتح آذانها للغير.
وانا هنا لا أتحامل على الرجال أبدا لأن الخطأ مشترك بينهما، إلا أنني أحاول تذكير البعض بأن الله خلقنا مختلفين لنتفق، ولو انه خلقنا متشابهين لما اتفقنا أبدا ولهذا يقال إن الزوجين المفترض أن يكملا بعضهما البعض وهذا اعتراف ضمني أننا ناقصون.
ولتقريب المفهوم للبعض أريدكم أن تتخيلوا أن النساء من الفروانية المعروفة بوجود أسواق عديدة بها للتسوق ولالتقاء النساء بعضهن ببعض للتنزه وتبادل الأحاديث، أما الرجال فهم من خيطان الذي يفضل سكانها حياة «العزوبية» والانزواء، وفيها التقاء الرجال بعضهم ببعض وتبادل النقاشات الرجولية.