اعتاد الفرد في مجمعاتنا على إضافة ألقاب ومسميات تسبق الاسم سواء كان أبو فلان أو الدكتور فلان أو المهندس وغيرها من ألقاب التي اعتدنا عليها وألفناها، البعض دفع قيمة هذه الألقاب مقابلا ماديا والبعض قدمت له الألقاب، مفتخرة به لا متفاخرا بها وهذا ما لمسناه في المجتمع البحريني الشقيق رغم المواهب والاهتمامات والخبرات التي يمتلكها أفراد المجتمع إلا إنهم لا يتفاخرون بلقب أو منصب وإنما نجد جل التواضع والهدوء الذي يملأ أنفسهم الغنية بغنى الله عز وجل وليس لهم هم او تطلعات مادية سوى لقمة العيش الشريفة دون الاستصغار من ذاتهم.
وهذا ما وجدناه في شخصية الشاب حسين المهدي وغيره من الشباب، حيث لم يفكر في أن يضيف لقب الكاتب او الروائي او الأديب لاسمه وإنما مارس حياته المعتادة بين معدات مطبخه وبصلها وفومها وعدسها لم يستصغر ولم يخجل رغم موهبته الجميلة في الكتابات والأدبيات التي عمل على إظهارها خارج أسوار مطار بلاده، حيث كانت رحلته الى بلده الثاني الكويت ليحتضن من كبار فنانيها وكتابها حين لمسوا ما لديه من حب وشغف للكتابة وإظهار خلجات الروح التي تزخر بفن وآدب كبيرين.. كانت انطلاقته عبر عديد من الأعمال التلفزيونية والمسلسلات الخليجية.
بعد الانتهاء من فن الكتابة والتأليف نجده ينفرد بإحدى زوايا مطبخه ليبدأ رحلته في التفنن الغذائي على غرار تفننه في الكتابات الادبية... محاولا تنمية هذه الموهبة بافتتاح مطبخ ليشاركه هذا الفن المتذوقون لطيب طعامه ومهارته في الطبخ وعذب كتاباته.
حين يستقبل ضيوفه يستقبلهم بالروح البحرينية المعطاءة ذات الكرم الطائي التي يشهد لها ولشعبها به... يستقبل الصغير والكبير المتعلم والأمي.
افتخرت كثيرا وكم شعرت بالخجل أمام شخصية عظيمة مثل هذا الكاتب الذي سخر الصعاب والعقبات لمصلحته ومصلحة من حوله، عمل بابتسامة لا تفارق محياه وتفاءل يبعث الطمأنينة في نفوس من هم حوله... عمل بفخر ومفخرة للشقيقة البحرين خارج أراضيها ممثلا بلاده بأبهى وأجمل الصور فنعم المواطن هو ونعم الإنسان هو، حيث حمل الرسالة الفنية وأمسى وساما يزدان به الفن وطاه موهوب تفتخر بطهيه الموائد البحرينية.
فكم تمنينا أن يتم تبني من هم في مواهب وإمكانيات الأستاذ حسين المهدي من قبل المسؤولين في البحرين الشقيق، حيث إنه موهبة لا أستطيع أن اقول في طور التقدم وإنما موهبة جهلها الزمان ولم تعط حقها في الاكتشاف وغيرها العديد من المواهب التي تحتاج الاحتضان والمساندة لتقف على أرضية ثابتة لها حقوق وواجبات تجاه وطنها.
فها هي البحرين أصغر دول الخليج العربي وربما العالم العربي.. رغم الصغر إلا إنها كبيرة بعقول ومواهب أبنائها فإنها كبحرها يزخر بأجود أنواع الأسماك والكائنات البحرية وهي تزخر بأبنائها وشعبها.. فهنيئا لها بهم وهنيئا لهم بها.
[email protected]