يولد الابن له أبوان يربيانه ويرعيانه حتى يكبر ويترعرع ومن ثم يترك ليخوض تجارب الحياة فإن انجز افتخر به وإن أخطأ قوم وصحح طريقه.. هي حال الأبوين وبالخصوص الأم ورعايتها لأبنائها وتشجيعهم والشد على أيديهم.
ولكن ما بال أمنا لا تشد على أيدي أبنائها لماذا تتركنا في خضم صراع التيار والتهجير الفكري والعقلي أليس هي أحق بهجرتنا إلى أحضانها وأن ننعم بفكرنا ومواهبنا العلمية؟!
هذا هو حال بعض شبابنا الكبار الذين كبروا وشاخوا بعقولهم وفكرهم النير وهم في قمة شبابهم وعطائهم تتبناهم الدول الأوروبية وتهجرهم الشخصانية من أوطانهم لما ولماذا؟
نموذج من شبابنا المهجر فكرا والمواطن روحا وجسدا د.فهد راشد المطيري دكتوراه في فلسفة اللغة أنتج فكرا فتبنته الجامعات البريطانية.. فخرا واعتزازا بثروة فكرية هل احتفلت به أمنا الكويت هل كرم على إنجازه أم همش وحجم حتى لا تتعرف عليه أجيالنا القادمة؟.. لقد تم تكريمه على مستوى قسم اللغة العربية وبحضور عميد الكلية متولي زمام الأمر د.عباس الحداد زميل له في تشومسكي اللغة والفلسفة.
شاب تعلم بمدارس الكويت وأنتج في المؤسسات التعليمية الأوروبية.. رسالته في الدكتوراه كانت نتاج الاطلاع على تشومسكي الأوروبي تشومسكي صاحب النظريات السياسية والفلسفية والتعليمية تشومسكي الإنسان.. لينتج لنا تشومسكي الكويتي المطيري..
كان من محصلة اطلاعه كتاب رسالة الدكتوراه التي تبنته جامعة كامبريدج البريطانية وانتهجته كمنهج للتدريس بأحد قسامها العلمية..
تتنافس بعض الدول الخليجية لامتلاك الأراضي والاستثمارات في الدول الأوروبية ولكننا هنا نقف عند مفترق بان الدول الأوروبية سعت لامتلاك فكر كويتي أجل فكر كويتي لم ندفع له قيمة مالية وإنما دفع لنا ليشارك اسم فهد راشد المطيري الكويتي في بناء التعليم الأكاديمي البريطاني هل استوعبنا ما توصل إليه هذا الكويتي أجل كويتي مفكر.. وضع اسم الكويت عاليا على قمم الجبال وعلى أبراج مشيدة وبنايات مرتفعة.. فإن فهد راشد المطيري وضع اسم الكويت عاليا على أعلى قمم وأغلاها وأثمنها وهو التعليم والفكر الأوروبي.. ها قد عاد عصر الفتوحات العربية وبالأخص الكويتية التي افتقدناها منذ العصر الأندلسي التي اندثرت باندثار العدالة العلمية والفكرية.
كم نتمنى أن يعود بنا الزمان إلى الوصل الأندلسي ونعيد أمجاد الفكر والتراث الفكري الإسلامي والعربي.. أمي يا كويت هذا ابنك رفع رأسك عاليا افتخري به واكرمي فكرة.
أمي أنت أولى به.. ضميه وحني عليه ليكون لنا فخرا ولك ذخرا وللعلم.. ومنا إلى المسؤولين عن الفكر والعلم.
[email protected]