يتبارى البعض في هذه الأيام في التفنن في بث النفس الطائفي بين فئات المجتمع وطوائفه، كما نجد ذلك واضحا وجليا في وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت مركزا لبث السموم ويتخذها البعض مرجعا لتكوين رأيه وفكره.
هل جال بفكر من يحيي هذه الأمراض أن الوطن يعلو على الطائفة والجماعة والقبيلة والعوائل ومسمياتها؟
للأسف مرارا وتكرارا ننادي ولا من مجيب، هل أمسى الوطن ثانويا، ويضحى به لأجل لا شيء؟
تتغذى بعض الجماعات على مبدأ «فرّق تسد»، كنا نفكر في أنها سياسات وأيديولوجيات خارجية، ولكننا نجد البعض منها سياسات فردية، وحركات فردية... قد تخلى عنهم من كان ينعق بها ليلا ونهارا، وأمسوا ينعقون وحدهم، ولكن للأسف هناك ممن يغرر بهم يتبعونهم دون وعي وفهم لما يجرونهم اليه ليصبحوا معول هدم، وسهام قتل في جسد الوطن، نحن الآن في أمسّ الحاجة إلى من يلملم وحدة الوطن لا من يفرقها، فنجد كل يوم من يخرج مناديا بحقوق الإنسان، وضياع الحقوق... ألا تعلم بأنك بهذه التصرفات خرجت عن صفات الإنسانية والمواطنة التي تطالب؟ بها فكيف تطالب بحقوق لا تنتسب لها ولا تنتمي؟
سؤال نتوجه به إلى أصحاب حملات «عارض تُعرف»، هل فكرتم في إنشاء معارضة للمعارضة ذاتها بعد فشلها وتفتتها؟ هل فكرتم أن تحفظوا ما تبقى من هيبتكم وكيانكم البشري بأن تعارضوا المعارضة لأجل هذا الوطن وترابه؟
سنستمع لأصوات تنادي وتقول كنا وقت الغزو، وكنا في الأزمات، وكنا وكنا... ولكن أين أنتم الآن؟ لماذا لا نقول إنا هنا، ونترك الفعل الماضي، ونحن بحاجة الآن لهذه الوقفة والتواجد المتوحد للجميع؟ للأسف عناصر قليلة لا يعترف بها المجتمع كوجود، تحاول تشويه صورة بلاد ووطن، ولكن ليعلموا أن ما يقومون به هو انعكاس لصورهم وأخلاقهم الشخصية، وليست انعكاسشات لأخلاق بلد يعلم العالم كافة أنه بلد مسالم، وبلد الأمن والأمان.
لا تعارضوا، ولكن تضامنوا وتكاتفوا، واهتموا ببلد أنتم في أشد الحاجة إليه، وكفاكم تمزيقا بجسد وطني كفاكم.
[email protected]