الدوافع التي تحرك سلوك الفرد وتحده في أطر ومنهاج معين يؤثر على شخصه وسلوكه ما هي إلا قيم يختلف البعض في ردها فهل هي فطرية أم تزرع؟ وبوجه الخصوص في الزمن الذي أمست التكنولوجيا هي أساس التكوين الفكري والعقلي للأفراد.
قيم الفرد يستمد البعض منها من خلال التفاعل الاجتماعي مع الأسرة وتواجده فيها، وتختلف معايير تلك القيم على اختلاف كيان الأسرة ومدى كينونتها ووجودها الحقيقي فلا نستطيع الجزم بأنه استمد قيمه من أسرة لا وجود لها وإن وجدت فهي قشور، وقيم مجتمعية يستمدها من المجتمع الذي يكون فيه عضوا فهنا يجب عليه أخذ قيم ذلك المجتمع وإضفائها على بعض سلوكياته لكي يتعايش مع الآخرين ومن هذه القيم العادات والتقاليد وغيرها من الأفكار السياسية والاجتماعية التي تفرضها عليه ديموغرافيا المكان... وقيم تستمد من الأقران والمدارس والتلفاز فهذا كله له تأثير أما بالإيجاب أو السلب على الفرد.
نعرج هنا الى نوع الفرد في المجتمع وهو أهم ما في الموضوع وهو الطفل وهل قيمه فطرية ولدت معه أم مكتسبة ومستزرعة؟ وهذا الطفل يوما سيكون البذرة لذلك المجتمع الذي وضع أنيابه ومخالبه في صفحات فكرة، فهل كان الغرس لصالحة لينتج من بعده النتاج الصالح أم كان غرسا سيئا له عواقب ستتوارثها من بعده أجيال وأجيال؟
التجاهل الذي يتعرض له الطفل وفكره من قبل وسائل الإعلام والتلفاز بالأخص وما يعرض على شاشاته من أفكار سامة سواء كانت هذه الأفكار اجتماعية مريضة أم أفكار تدعوه إلى التطرف المجتمعي والسياسي مستقبلا والديني؟.. فهناك من ينتج أعمالا تلفزيونية هابطة فكريا ومجتمعيا والهدف منها هو الكسب المالي والمادي متغاضين عن المكسب الحقيقي وهو خلق بيئة واعية لطفل يوما ما سيكون قائدا لمجموعة أو حتى قائدا لنفسه..؟ هل يتم أخذ رأي أصحاب الاختصاص في هذه الأعمال ليتم تحديد الفئات العمرية التي تتناسب معها، مع ان هذه الأعمال نجدها لا تتناسب حتى مع الناضجين ومن هم في سن يسمح بالسيطرة على الانفعالات والدوافع ومن ثم تكوين قيم تسود المجتمع.. لذا نجد أن القيم ستستزرع وتكتسب من خلال القنوات التي تمر بها الحياة والتعامل معها.
[email protected]