إن كل شيء في الحياة له سلبيات وإيجابيات، وليس هناك من شيء جيد في المطلق، إلا أنه كما هناك حسنات لموضوع ما أو لظاهرة معينة يوازيها في المقلب الآخر سلبيات يجب أن نعيرها اهتماما كي نتجنب الوقوع بها.
فمواقع التواصل فضاء مفتوح على مصراعيه، ان الحياة وبكل ألوانها سيف ذو حدين، فمن ثمرات النهضة العلمية والتكنولوجية المعاصرة مواقع التواصل الاجتماعي وما تحمله هذه النقلة النوعية في وسائل التواصل والاتصال.
إننا اليوم أمام ثورة كبيرة في عالم التواصل تركت تأثيراتها على البشرية كلها بما ينظمه القطاع من خدمات ومواقع متعددة وفي شتى المجالات، فأخذت الآراء بالتناقض بشأن هذه الظاهرة، وبعضهم أطلق عليها اسم «مواقع الفساد الاجتماعي» نظرا للسموم التي تبثها في عقل وأذهان من يتابعها باستمرار، فمن الواضح «لابد من التوقف عند هذا الإنجاز الحضاري وتحليل إيجابياته وسلبياته لتحديد الموقف النهائي، فالمتعارف عليه هو ان واقع التواصل الاجتماعي وإيجابياته الكثيرة من ناحية التطور الذاتي واكتساب الثقافة العامة من خلال الاطلاع على أي موضوع علمي اجتماعي ثقافي ترفيهي، لنغوص في عالم المعرفة ونكتشف أسرار الكون حولنا حاملين هذه المكاسب لتنير طريقنا وتفتح لنا أبواب النجاح، فمن مميزات التواصل الاجتماعي تقوية العلاقات الاجتماعية من خلال المحادثات الفردية والجماعية، لمعرفة آخر المستجدات في مختلف أنحاء العالم، فيظهر لنا العالم أمامنا وكأنه عالم مصغر نستطيع استيعابه ومعرفة ما يدور فيه من أوله الى آخره، بأبسط مما يتصوره العقل البشري، وكل ذلك بفضل التكنولوجيا».
ان «هذه الثورة في عالم الفكر والثقافة من خلال استخدام هذا المنبر والتعبير عن أفكارهم، أما الوجه الآخر الذي يجب أن نعيره اهتماما فهو سلبيات هذه الظاهرة المتعددة ومنها الإدمان عليها بشكل مفرط والتأثير والتأثر بأفكار الآخرين من دون تمييز وتقييم لنوعية من نتعامل معه، والعزلة عن المجتمع والانجرار خلف الانحراف والإباحية، إذ في كثير من الأحيان تنشر الأفكار الهدامة والاستفزازات والنعرات الطائفية، إذ يكثر الكذب والنفاق والإجرام والعبث بالقيم والأخلاق»، لذلك يجب علينا المواظبة والتنشئة السوية للفرد حتى يستطيع أن يحدد الطريق لمواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن الانحراف والضياع.
[email protected]