إذا كان الجمال هو الصفة التي نطلقها على الموصوف لنمدح ما فيه من خصال شكلية كانت أم وجدانية لنبعث السرور والبهجة، وندخل على النفس الرضا والارتياح، فلا بد حينها أن يكون من أغراض التربية الحديثة عند إعداد الإنسان للحياة ليس فقط إكسابه معلومات معرفية وإنما يكون هدفها رسم السمات الشخصية وتنمية القيم والميول وتشذيب العادات والتقاليد بما يحقق المستوى المتوقع من الجمال النفسي والروحي، خاصة أن المظاهرة الجمالية الخارجية قد أخذت منا الكثير من الجهد، سعيا لتحسين صورتنا التي نرغب الظهور بها أمام الآخرين، «لمفهوم التربية الجمالية وأهداف وخصائص ووظائف وأهمية في تربية الذوق وتقديم الأخلاق».
إن التربية الجمالية «لها أثر في السلوك المجتمعي، حيث تعتبر التربية الجمالية حصيلة اللقاء بين التربية والجمال، تشمل الأخلاق والأفعال والإحساس بالجمال»، كما أن التربية الجمالية تنطلق من خطورة التغيرات الحضارية السريعة التي نشهدها، والسعي وراء الماديات والمحسوسات من الأمور دون أن ندقق بحاجات الروح والحفاظ على جوهرها الوجداني والإنساني ولأن مفهوم الجمال مرتبط بالنظام والتناسق والتناغم والانسجام، وبذلك يتحقق تكامل وانسجام وتوازن شخصية الإنسان، ومن ثم صلاح الفرد والمجتمع، لا بد من التوقف متأملين أين نحن من دعم التربية الجمالية بمفهومها الواسع، وأشكالها العديدة، إن في نظمنا التربوية أو في خططنا الإنمائية التحسينية للمستقبل.
[email protected]