فيروس كورونا (كوفيد- ١٩) وابل من وباء ألقى بثقله أرضا ليحل لعنة وكارثة أصابت العالم بأجمعه، ففرّق بين أواصر البشر والحجر مخلفا وراءه الآلاف في عداد الموتى ومصابين شارفت أعدادهم عتبة المليون.
هي إرادة الله شاءت أن تواجه كويتنا الحبيبة اليوم كما باقي بلدان العالم وبين ليلة وضحاها أخطر عدو كاد أن يفتك بنا، لولا رحمة الله عز وجل، وحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتكاتف جميع المعنيين في الوزارات والهيئات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأهلية.
لقد استطاعت الكويت بجهود كل المعنيين أن تأخذ جميع الإجراءات الاحترازية بعين الاعتبار ونتكاتف بوقفة حازمة لمنع هذا الفيروس من الانتشار، وأخذ الإجراءات الحازمة والتعامل مع الموقف بجدية عالية، مما جعلها تحظى بإشادة جميع الدول المتقدمة، وكذلك منظمة الصحة العالمية، ولعل الأهم من هذا كله هو الجانب الإنساني والأخلاقي في التعاطي مع المواطنين الذين قست عليهم الأزمة فباعدت بينهم وزعزعت اقتصادهم وأثرت على المستوى المعيشي لهم.
ولأن الكويت تؤمن بأن الحفاظ على الإنسان هو الغاية في كل ما تقوم به فقد سعت إلى تحقيق الشعور بالأمان والراحة، وبالطبع فإننا نسعد بما قدمته بلادنا من رعاية واحتواء لجميع المواطنين والمقيمين على أرضها عملا بتوصيات وتوجيهات قائد العمل الإنساني، صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، بشأن تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لكل من يعيش على أرضنا الطيبة دون تفرقة بين مواطن ومقيم.
وقد أسعدنا ما قررته السلطات الكويتية من إيقاف حركة الطيران، وفرض حظر التجول الجزئي والسماح للعمالة المخالفة بالمغادرة دون غرامات، إضافة إلى توصية الجميع بالالتزام بالبقاء في المنزل مع تحمل الدولة كافة الأعباء المادية والاقتصادية لتلك القرارات.
ونحن نحترم ما أعلنته وزارتا الصحة والداخلية من حالة الطوارئ القصوى وجاهزية الاستعدادات الصحية عالية المستوى من تلك الجهات، ما جعلنا وفقا لأحدث الإحصائيات العالمية من بين أفضل 3 دول العالم من حيث التعامل مع وباء كورونا، عبر الخطوات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة في التعامل والمكافحة المبكرة لهذا الوباء.
وهنا لابد أن نشيد أيضا بجهود وزارة التجارة في توفير كل المنتجات الغذائية للمستهلكين في البلاد، وضبط المتلاعبين، والحفاظ على توفير السلع والخدمات وعدم التلاعب في الأسعار.
ولا ننسى التعاون الكامل من وزارة الداخلية برجالها المتميزين واستجابتهم للحالات الإنسانية وجهودهم في حفظ أمن واستقرار المجتمع، ولا يسعنا سوى أن نتقدم لهم بالشكر والتقدير.
كما نتقدم بالشكر والتقدير إلى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، ووزير التجارة خالد الروضان، ووزير الداخلية أنس الصالح لما قدموه من مجهودات في هذه الأزمة.
ومما يثلج الصدر أيضا أننا وفي وسط هذه الأزمة، وفي خطوة لافتة، تقدم المئات من شباب الكويت للتطوع في الصفوف الأمامية وتلبية نداء الواجب ليقفوا على خط المواجهة بخطوات غير مسبوقة.
واليوم بعد أن طالت هذه الأزمة ولأننا نعلم أن والد الجميع الأب العظيم أميرنا صاحب السمو، لا يمكن أن يغفل عن معاناة أي من أبناء الكويت الذين شاء القدر أن يكونوا خارج البلاد، فإننا نناشد الحكومة وعلى رأسها سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد استكمال جهوده لعودة هؤلاء المواطنين بوضع خطة شمولية لإعادتهم مع تخصيص أولوية العودة للمرضى والأطفال وكبار السن الذين ليس لهم أماكن علاجية في المستشفيات بالخارج في ظل هذه الظروف.
ختاما لابد من القول مجددا إنها سحابة سوداء ستتجاوزها الكويت بقلب واحد ويد واحدة، كما تجاوزت ما سبقها من آلام ومصاعب ستزول حتما بالصبر والحكمة وبتعاون الجميع، والدعاء إلى الله القادر على كل شيء.