- بقلم الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين
سألني حفيدي «فلاح» فيم تفكر يا جدي؟ فنظرت إليه نظرة المشفق من حجم السؤال، فقلت: يا بني كنت أتساءل بيني وبين نفسي: ألم يحن وقت الاتحاد الخليجي؟ أليس الآن لا غدا.. يجب تطبيق الكونفيدرالية الخليجية؟ أنا يا ابني متفائل جدا بتحقيق الوحدة الخليجية، لأنها إحدى أبرز الركائز نحو الأمان الخليجي العربي المشترك، ولأنها ترضي تطلعات شعبنا الخليجي العربي المرتبط بالدم والنسب والمصالح والتاريخ المشترك، خاصة أن المزيد من التحديات والأخطار قادمة مما يستدعي الانتباه والحذر.
اسمع يا حفيدي الغالي: أنا والله منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية خلال الجلسة الافتتاحية لقمة دول مجلس التعاون في الرياض في ديسمبر 2011 المبادرة بالانتقال بدول التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد فيما يسمى بالاتحاد الكونفيدرالي الخليجي، وأنا وكل الشعب الخليجي في حالة من الفرح والسرور لأننا نريد واقعا جديدا يجمعنا بعد أن حققنا بالفعل عبر هذا الاتحاد إنجازات ملموسة على أرض الواقع، ولست والله مع كل أولئك المرجفين الذين يرون استحالة إتمام فكرة الاتحاد الفيدرالي أكثر مما هو قائم الآن، وهذا تثبيط وإحباط لرأي الأكثرية لأن الكونفيدرالية ستكون بإذن الله هي السياج الذي يحمي دول مجلس التعاون من كل الأطماع والتحديات، لذا أدعو ربي أن يعجل لنا في هذه الخطوة المباركة وأن نرى من قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربية الخطوات التي توصل إلى ذلك.
ولنبدأ بالخطوات المشتركة المقبولة أولا ثم العملة الواحدة والسفارات الموحدة والجيش الواحد مع الأخذ بالاعتبار أن لكل دولة خصوصية تامة، دون النظر لمن يقول إن الفيدرالية لا تنشأ إلا في دولة واحدة متعددة الولايات وليس في دول متعددة كما هو حالنا اليوم، ومتعذرا بأن هذا الكيان الجديد يفقد كل دولة سيادتها وسلطتها، انني أدعو لاتخاذ خطوات إجرائية تكمل هذه المسيرة المباركة وتخرجنا من رحم المعاناة والتجاذبات والأعذار.
إن قياداتنا الخليجية تتمتع بالحكمة وبعد النظر وتحاول جاهدة تحقيق رغبات شعبنا الخليجي في وحدة خليجية شاملة ولنبدأ كما ذكرت بالعملة الواحدة والجيش الواحد وأبشركم بأن شعوبكم مساندة لكم لأنها تأمل في الوحدة الشاملة التي تجعل المواطن الخليجي العربي يتنقل ويعمل ضمن هذا الاتحاد وفق نظام يحافظ على خصوصية كل دولة ونظامها السياسي وبنيتها القانونية.
وبعد هذه المداخلة الطويلة مع حفيدي وضعت يدي على رأسه وقبلته مودعا وناصحا بأنني متفائل جدا بتحقيق الوحدة الخليجية وأتمنى أن أسمع ما وصلت إليه الهيئات المعنية التي كلفت بهذا الأمر لوضع خطواتها موضع التنفيذ.