جثمان طاهر ووري الثرى يوم أول من أمس السبت 2019/3/2 وفقدت الكويت وقبيلة العجمان أحد أعمدتها البارزين وهو في حياته خير من جسّد أدوار القبيلة بما عرف عنه من رجولة وكرم ومروءة وخدمة شعبه وبني عمه، ولن تنسى الكويت مواقفه ولا القبيلة ولا كل من عرفه عن قرب ولمس جهوده وقربه من الناس والصفوف على وجه الخصوص وحكمته وحنكته في إلغاء العانيات عام 1994.
أرثي اليوم أخي وصديقي وأحد المقربين مني المغفور له بإذن الله خالد حمد المكراد - طيب الله ثراه ومثواه - عن عمر يناهز 95 عاما قضاها في خدمة وطنه وشعبه وأمته ودينه.
ومن الجوانب المضيئة في حياته أنه اتخذ من جذرية وأهمية القبيلة ما يحدث التغيير كمحور اجتماعي نحو تحويل الرابطة القبلية الى دور إيجابي في التماسك والتعاون الموجود بين أفراد القبيلة الواحدة والقبائل الأخرى.
وكان - رحمه الله - يعطي كل فرد في القبيلة وضعه ومكانه اللائق لأن فكره على الدوام كان (جمعياً) ويحفز الفرد على الانتماء للقبيلة وكان أفقه واسعا حتى على مستوى التعاون الحكومي وبقية القبائل والشرائح الأخرى في المجتمع خاصة أن المجتمع الكويتي كحال المجتمعات الخليجية الأخرى قائم في غالبيته على هذه القبائل الكريمة وأنظمتها الاجتماعية حسب كل دولة.
نعم.. والله انني فقدت والكويت رجل دولة من الطراز الأول في علاقاته وأخلاقه وإنجازاته وهو الذي كان لي ولغيري خير سند في المواقف والأحداث خاصة في القوانين التي لها مكانتها وأولوياتها في النظم القبلية والتقاليد والأعراف، وأهمها مقومات الشرف في القبيلة في الجاهيات والشفاعات وكان لا يجارى ولا يبارى في هذا الدور المشهود له بالمصالحات خاصة إلغاء العانيات في سنة 1994.
أرثي اليوم رجلا ولا كل الرجال وأقول له استرد الله فيك أمانته وأنت باق في قلوبنا وتاريخنا وعزاؤنا في أبنائك الكرام الذين يمشون على خطاك يا ابن الأكرمين وأنت أيضا قدوة للأجيال بتاريخك وصيتك في داخل الكويت وخارجها.
ربح البيع يا خالد واذ أرثيك يا أخي تضيع وتطيش مني كلمات الرثاء يا من شهد له الجميع بالأيادي البيضاء وهو خير من مثل الرعيل الأول عبر الزمن الجميل في حياته المديدة التي تميزت بالتدين والكرم والفزعات لخدمة مواطنيه وأبناء قبيلته ودعمهم ماديا ومعنويا، وكان على الدوام صاحب مسؤولية اجتماعية تجاه أبناء وطنه وقبيلته فوظف مكانته لخدمتهم فأعان الفقراء والمحتاجين فأحبوه والتصقوا به وهاأنا اليوم أقولها: ربح البيع يا خالد المكراد، فما ذكرت غيض من فيض.
مسيرة عطاء الأخ خالد حمد المكراد كثيرة وكبيرة وصعب عليَّ احصاؤها لأنها تشمل أكثر من مجال وجانب وانني أقترح أن يطلق اسمه على أحد شوارع الكويت باسم خالد حمد المكراد تكريما له ولدوره الوطني وإنجازاته كنوع من الوفاء تجاه هذه القامة الوطنية الكويتية.
وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم وأفراد أسرتي وقبيلتي الى ذوي الفقيد الكبير أهل عائلة المكراد الكرام بأحر التعازي القلبية، سائلا المولى عز وجل أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه في الفردوس الأعلى من الجنة ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان.. وربح البيع يا خالد المكراد.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون)