من يظن أن ممارسة مهنة المحاماة عمل سهل فهو مخطئ! ففي هذه المهنة بالتحديد تجد ضميرك هو الحاضر بينما تغيب عنه جميع مشاعرك الأخرى! حتى لو أحضرتها وخدعت ضميرك فلن تنجو بها ويبقى الضمير هو سيد الموقف! حتى المحامي الذي يلهث وراء أي عمل وبأي تبرير يستخدمه ليطبق ما قاله جارلز دكن «القانون حمار لمن يعرف يركبه!».
تجد الحقيقة مكشوفة أمامه! فالمؤكد أنه لا شيء يعلو فوق الحقيقة، فهذه المهنة وجدت لإظهار الحقيقة ولا سواها! والوقوف مع المظلوم وصاحب الحق! وإن تخالف طبيعة الحقيقة فربما تنجح ولكن حتما هو نجاح مهلك وله ما عليه ولو طال بك الزمن!
تتشكل مهمة القاضي في تصديه لأي قضية في البحث عن الحقيقة ليكمل المحامي دوره في محاولة إظهارها وإثبات حقائقها أمامه.
إن أسمى عمل يقوم به إنسان لإنسان مثله هو جبر الخاطر! وهنا نجد أن دور المحامي في جبر خاطر موكله والوقوف معه في انتزاع مظلمته يمثل أسمى المواقف وأهمها على الإطلاق، إنه انتصار الحقيقة التي تولدت في الضمير، ويبقى انتصار النبلاء للنبلاء!
٭ بالمختصر المفيد: «لا محاماة بغير جسارة، فيجب أن يكون المحامي جسورا، وهذا لا يعني خلط الأوراق والتطاول إنما بجسارة مقرونة بأدب وبلاغة وبيان حجة المحاماة» (للفقيه القانوني رجائي عطية).
Law_Alsaidi@