عاشت الكويت عرسا ديموقراطيا، كان الإقبال فيه كثيفا ولم نشهده منذ سنوات، ربما يعود ذلك للوعي الكبير الذي عاشه الشعب الكويتي خاصة بفترة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، وما شهده من حوادث ومواقف كثيرة كانت تنم عن العبث والفساد طيلة السنوات الماضية، حتى وصل الحال بأغلب الناس للتذمر وعدم الرضا عن الوضع السائد في البلد، فكانت المشاركة الانتخابية واجبا وطنيا على كل مواطن غيور على مصلحة وطنه.
جاءت فترة الانتخابات ليدلي كل كويتي له حق التصويت بصوته في يوم كان أشبه بيوم الاختبار فالنتيجة هي دلالة على مدى تمكن الشعب من فهمه للدروس التي تلقاها طيلة فترة مجلس الأمة السابق، الجميع أدرك أن الصوت أمانة، وأن كويت ما بعد الكورونا لابد وأن تتغير عن كويت ما قبل الكورونا، وأول التغيير يكمن في صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي الشعب في بيت الشعب وتحت قبة البرلمان، فالاختبار في نتيجة الاختيار.
وفعلا جاء الرد في نتائج الانتخابات والتي دلت على إرادة الشعب وأن له موقفا وقرارا في اختيار من سيمثله في مجلس 2020، استوعب الشعب الدرس جيدا فجاءت ردة الفعل مناسبة لكل ما صدر من المجلس السابق الذي تغلبت فيه المصالح الشخصية على المصالح العامة.
نأمل في أن يتساوى العمل والتعاون في كفتي السلطتين ليحتفظ الوطن بحالة الاتزان والتوازن التام ويعم الاستقرار كما تعودنا في بلدنا الحبيب الكويت.
كما نأمل من نواب مجلس الأمة أن ينسقوا جهودهم ومطالبهم التي تتماشى مع مطالب الشعب الكويتي وأن يكونوا على وفاق وتوافق مع الحكومة الجديدة، فمجلس الأمة هو مكان لبحث مصالح الأمة وليس للتشاجر والتناحر بين ممثلي الشعب وأعضاء الحكومة، فالاختلاف في الآراء وارد لكن الخلاف مرفوض، لنضع تحقيق آمال الشعب هي أولوياتنا في جدول أعمال وأجندة جلسات مجلس الأمة، ونبتعد عن الانتقام والشخصانية في المواقف النيابية.
نسأل الله التوفيق والسداد لجميع وزراء التشكيل الحكومي الجديد، ولجميع أعضاء مجلس الأمة في بحث وطرح التشريعات التي تنهض بالأمة، لننعم بكويت جديدة متشافية ومتعافية ليس من فيروس «كورونا» فقط ولكن من جميع النفوس المريضة وغير الأمينة على مصالح الوطن وأبنائه في ظل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما.
وحفظ الله الكويت وشعبها وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.