اليوم الموافق 2/ 8 وقبل 31 عاما وفي عام 1990 بالتحديد كان يوم الغدر والطعن والخيانة من جار عربي مسلم لوطني الغالي وأم الجميع الكويت، هذا اليوم الذي توحد فيه الشعب الكويتي قلبا وقالبا وانتفت فيه كل معارضة سياسية وكل الطوائف والقبائل فكل منا لم يكن يمثل سوى الكويت، والذي التف فيه جميع الشعب الكويتي حول قيادته الشرعية المتمثلة في ذلك الوقت بسمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي عهده الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله وطيب ثراهما، بل التف العالم بأكمله ووقف مصفقا لفارس التحرير المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه - عندما ألقى كلمته في هيئة الأمم المتحدة ودمعت عيناه دمعة ألم وحرقة لما أصاب بلاده من احتلال واغتصاب ولما يعانيه أهل وطنه وشعبه الصامد من تعذيب وتشريد وفقدان لأبنائهم.
إن يوم الغزو الغاشم كان المنعطف الكبير في تاريخ الكويت لما سطر فيه أبناء هذا الشعب الصغير في تعداده والكبير في أفعاله من تضحيات كثيرة تمثلت في أغلى ما يملك الإنسان وهو الروح، فارتوت أرض الكويت بدماء أبنائها الشهداء الذين قاوموا هذا الاحتلال بكل ما يملكون من قدرات حتى دفعوا بأرواحهم ثمنا لتحرير هذا الوطن الغالي، والذين ما زال رفاتهم الطاهر يصل للكويت تباعا ليحتضنه ثرى الكويت بعد غياب سنين.
في عام 1990 فقدت وطني والأرض التي احتوتني وعشت على أرضها، فقدت الأم الكبيرة، وبفضل الله تعالى وبفضل كل من تعاون لنصرتها عادت لنا الكويت الغالية، وعاد الوطن الغالي، وتحرر بلد الأجداد من دنس الأوغاد.
وبعد عشرين سنة وبالتحديد في عام 2010 وفي مثل هذا اليوم، فقدت أمي التي ولدتني، أمي التي مهما تحدثت عنها لن أوفيها حقها، فهي الأم التي زرعت في قلوبنا وأرضعتنا حب أمنا الكويت.
فما أقسى الذكرى التي أعيشها في مثل هذا اليوم! نعم، ففي هذا اليوم طعنت غدرا أمي الكويت، لكنها عادت وتشافت بفضل الله فكان التحرير والتعمير، ورحلت أمي الغالية لكنها لم تعد، وأسأل الله العلي القدير أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته فهي عند رب كريم ورحيم.. وأن يرحم شهداءنا الأبرار فهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.