منذ 30 عاما والكويت تحتفل بذكرى التحرير من الغزو العراقي الغاشم والذي يتزامن مع ذكرى الاستقلال من المعاهدة البريطانية بفارق 30 عاما.
وها نحن نحتفل بالأيام الوطنية هذا العام وهي الذكرى 61 ليوم الاستقلال والذكرى 31 ليوم التحرير، فكم هي سريعة تلك الأيام والسنوات، وما أقرب اليوم بالبارحة حين تعرضت أرض بلادنا الغالية أرض الآباء والأجداد لدنس الأوغاد بغزو غاشم، واعتداء صارخ على كل معاني الجيرة والأخوة العربية والإسلامية.
لقد قاوم الشعب الكويتي وكل المقيمين الشرفاء على أرضه كل صور الاحتلال البغيض بكل الوسائل وكل منا حسب ما يستطيع، بل وتكاتف الجميع لحماية مرافق الدولة لتوفير أهم متطلبات الحياة من المأكل والمشرب من خلال الجمعيات التعاونية ومخابز المطاحن الكويتية، كان الشعب الكويتي رافضا لأي تعاون عراقي ومتصديا له بكل ما يملك، فهناك من تصدى لهم بالمقاومة المسلحة وهناك من قاوم بالكلمة وإصدار النشرات المكتوبة وهناك من قاوم بالعمل التعاوني لمساعدة الكويتيين والمقيمين الشرفاء.
وبفضل الله عز وجل ومن ثم جهود قيادتنا التي لم تتوقف منذ اللحظات الأولى للغزو الغاشم والتفاف دول العالم لمواجهة هذا الحدث التاريخي السافر، تم التحرير بعد سبعة أشهر سوداء باحتلالها بيضاء ببطولات أبناء الكويت، البطولات التي سطرها كل من قاوم ودافع عن أرض بلاده وارتوت بدمائه فكانت روحه هي الثمن لتحرير هذا الوطن الغالي.
إن شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم لننعم بالتحرير والعيش على أرض الكويت الحبيبة، هم أولى بالتقدير والتخليد في سجلات التاريخ والكتب الدراسية والمناهج التعليمية وإطلاق أسمائهم على مرافق الدولة المختلفة من مدارس وشوارع ومبان حكومية لضمان ذكراهم على مر الأجيال والتاريخ، ولكن للأسف الشديد مرت 30 عاما ومازال التخليد لشهدائنا الأبرار قليلا جدا، وقد يكون محصورا في استذكار بطولاتهم في ذكرى التحرير في الوسائل الإعلامية المختلفة، وحديقة الشهيد كمرفق عام، وهناك بعض فروع الجمعيات التعاونية التي تمت تسميتها بأسماء بعض الشهداء الذين استشهدوا وهم بداخلها يحافظون على ممتلكاتها من أيدي الغدر، ولو رأينا العدد الهائل من المدارس التي افتتحت خلال 30 عاما والشوارع التي عبدت، والمباني العامة التي أنشئت لوجدنا أن تخليد أولئك الشهداء قليل جدا بحقهم.
نأمل في أن تكون هناك لفتة حكومية جادة لتخليد ذكرى شهدائنا الأبرار بشكل يليق بهم فهم قدموا أغلى ما يملكون وهي أرواحهم التي اقتلعت من الدنيا لتبقى خالدة في جنان الآخرة..
وحفظ الله الكويت قيادة وشعبا وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.