- عالجنا عدم وجود أسرّة في وقت ما خلال أزمة «كوفيد - 19» بالعلاج التحفظي لبعض الأمراض
- اعتمدنا خيار المضاد الحيوي لعلاج التهاب الزائدة أثناء الإغلاق بعدما رجحته دراسات حديثة
- الحاجة تزايدت جداً إلى أجهزة التنفس وأطباء التخدير والممرضات لعلاج إصابات «كورونا»
- عمليات علاج السمنة آمنة.. وعدم التزام المرضى بالتغذية الصحية أو الفيتامينات يؤثر سلباً عليهم
أجرت اللقاء: حنان عبدالمعبود
أكد اختصاصي الجراحة العامة د.خليفة أنور اليتامى أن هناك الكثير من الأمراض التي يتم التعامل معها داخل غرف العمليات، لافتا إلى أن هناك الكثير من المرضى يعانون مشاكل الغدة الدرقية والغدة الجار درقية، حيث يجري استئصال الغدد، لافتا إلى أنها من أكثر الأمراض والأورام، التي أحيانا ما تتسبب في انسداد وصعوبة في البلع.
وذكر اليتامى في حواره الذي اختص به «الأنباء» أن التهاب الزائدة الدودية من الأمراض المنتشرة والذي غالبا ما يكون حادا، إلا أن إهماله وعدم تلقي المساعدة قد يكون خطرا.
وقال: «أهم المخاطر هي إمكانية تكون صديد والذي قد يتطور الى حدوث تسمم مما قد يؤثر على حياة المريض، ومراحله تبدأ بالتهاب الزائدة ويتطور الى التهاب صديدي ومن الممكن ان يكبر هذا الصديد وينتشر الى الدم وقد يسبب انتشاره الى تسمم في الدم، مما قد يؤدي الى فقدان العلامات الحيوية والوفاة لا قدر الله.
كما دق ناقوس الخطر بأن «السمنة» من الأمراض الخطيرة بين أمراض العصر، متحدثا عن طرق علاجها المختلفة سواء عبر تغيير نمط الحياة أو التدرج في الأساليب المتوافرة علاجيا من البالونات أو بالجراحة التي يتم ترجيحها عندما يكون البديل هو بقاء السمنة.
وأوضح أنه كثيرا ما تكون الجراحة ضرورة حتى للأطفال لأن مضاعفات ومشاكل السمنة كثيرة وخطيرة.
تفاصيل ما ذكره د.خليفة اليتامى عن هذه المشكلات الصحية وعلاجاتها في السطور التالية:
ما أكثر الأمراض انتشارا والتي تتطلب إجراء جراحة؟
٭ هناك الكثير من الأمراض التي تتطلب إجراء جراحة ولكن الأكثر انتشارا هي حالات الزائدة الدودية والمرارة، والتهاب المرارة أو التهاب البنكرياس أو انسداد القنوات المرارية، والكثير من حالات الحوادث التي نتعامل معها بشكل مستمر ويومي.
كما تأتي أمراض الجهاز الهضمي كالمريء والفتاق، وأورام المعدة ومشاكل الأمراض المصاحبة في المعدة مثل النزيف وغيره، إضافة إلى أمراض الأمعاء الدقيقة والغليظة مثل بعض الأورام، وأمراض الكرونز والقولون التقرحي، وأمراض القولون كحدوث نزيف أو أورام سرطانية خبيثة وأورام المستقيم والبواسير والناصور والشرخ، كما نتعامل مع الغدة الدرقية والغدة الجار درقية واستئصال الغدد، وهي من أكثر الأمراض والأورام، وأحيانا ما تتسبب الأمراض في انسداد وصعوبة في البلع، بالإضافة الى التعامل مع أورام الثدي الحميدة والخبيثة والتعامل مع القدم السكري.
أحيانا ما يشكو المرضى من آلام الزائدة الدودية، ولكن الأطباء قد لا يستأصلونها مباشرة، فما الأسباب؟
٭ التهاب الزائدة الدودية في الغالب يكون حادا، ومنذ بداية أعراض الزائدة الدودية ووجود التهاب فإن الحل غالبا ما يكون جراحيا، وهذا ما كان معتمدا في السابق، الا ان بعض الدراسات الحالية بدأت ترمز الى أن هناك خيارا آخر وهو خيار المضاد الحيوي ولكنه ليس الحل الأمثل.
ما مخاطر عدم استئصالها وقت الحاجة الى ازالتها؟ وهل يحدث هذا على مراحل؟
٭ أهم المخاطر هي إمكانية تكون صديد والذي قد يتطور الى حدوث تسمم، مما قد يؤثر على حياة المريض، ومراحله تبدأ بالتهاب الزائدة الدودية ويتطور إلى التهاب صديدي وقد ينتشر هذا الصديد في الدم ويسبب انتشاره إلى تسمم في الدم وقد يؤدي الى الوفاة، لا قدَّر الله.
ماذا عن مصطلح انفجار الزائدة الدودية؟ كيف يحدث؟
٭ التهاب الزائدة الدودية دون تدخل جراحي لاستئصالها سيتطور من التهاب بسيط الى التهاب معقد وينتج عنه غرغرينا أو انفجار بالزائدة الدودية ويتكون على أثره الصديد والمشاكل المصاحبة لعدم الاستئصال في الوقت المناسب.
الحموضة والجراحة
المريء والمعدة مرتبطان ببعض المشاكل، فهل ارتجاع المريء والحموضة الزائدة بالمعدة من الممكن أن تؤدي الى الاحتياج الى إجراء جراحة؟
٭ هذه من الأمور الهامة جدا، لأن التطور في ابتكار العلاجات الخاصة بالمعدة والتي تقوم بتغليفها قلل من نسبة التدخل الجراحي، ووجدنا ان الكثير من المرضى لا يحتاجون الى التدخل الجراحي وفئة قليلة تحتاج الى التدخل الجراحي خاصة حال فشل الأدوية في علاج بعض الأمراض مثل الارتجاع المستمر وعدم السيطرة عليه.
وما نسبة نجاح هذه العمليات؟
٭ نسبة نجاح هذه العمليات كبيرة وتتراوح بين 70 و80% وهناك دراسات تقارن بين العلاج خاصة لصغار السن في العشرينيات من العمر ويعانون الارتجاع، حيث هناك مقارنة بالدراسات عن فاعلية هذه العمليات مع الأدوية، خاصة ان صغار السن سيستمرون على تناول الأدوية لسنوات تتراوح بين 40 و50 عاما، ولهذا فإن الدراسات تشير الى أنها مساوية للعلاج عن طريق الأدوية.
جراحات علاج السمنة
العمليات الخاصة بعلاج البدانة والتي أصبح صغار السن يلجأون لها، هل هذا مؤشر علاجي إيجابي خاصة أن أجسامهم في طور النمو؟
٭ لابد ان نرجع لأصل المشكلة وهي مشكلة العصر الحالي وهي السمنة، والتي حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية أحد الأمراض التي لديها الكثير من المضاعفات والمشاكل، ولهذا فان عمليات السمنة ليست فقط عمليات تجميلية وإنما هي عمليات لعلاج مشكلة السمنة والتخلص منها، والمقارنة بين التدخل الجراحي لعلاجها أو البقاء على السمنة، ولهذا أصبح إجراؤها حتى للأطفال لأن مضاعفات ومشاكل السمنة كثيرة ومنها السكر وارتفاع الضغط ومشاكل الوزن وزيادة نسبة السرطانات، وزيادة جلطات القلب وانسداد الشرايين ولهذا تعتبر السمنة من الأمراض الخطيرة بين أمراض العصر، ولهذا فإن علاج المرض إما عن طريق تغيير نمط الحياة أو التدرج في الأساليب المتوافرة والبالونات أو العمليات المعالجة.
بعد إجراء الجراحات المعالجة للسمنة نجد تغيرات سلبية على شكل الجسم، فيبدو فاقدا للكثير من العناصر الهامة، فهل هذه النتائج تعد ناجحة؟
٭ إن هذه العمليات آمنة جدا وهذه الصورة نراها فعليا للبعض وهي إما ان تكون نقصا في التغذية حيث أحيانا بعض المرضى لا يلتزمون في تناول الفيتامينات او التغذية المهمة والأكل الصحي، خاصة ان الشخص فقد جزءا من المعدة والمعدة هامة لامتصاص الفيتامينات والحديد، ولذلك عدم التغذية الصحية وقلة تناول الفيتامينات خاصة B12 قد تؤثر على المريض، ولهذا يجب أن يتناولها باستمرار مع التغذية السليمة، فالشخص قد يجري الجراحة ويكون تغذيته سيئة مما يؤثر على صحته، حيث يفقد وزنا وهذا أمر صحي ومستحب، ولكن عدم التزام بتغذية صحية وأدوية وفيتامينات يمكن ان يصاب بأنيميا أو نقص فيتامينات وما يصاحبها من أعراض.
الفحص المبكر
ما أكثر الأورام التي تواجهها؟ وماذا عن اكتشاف الأورام، هل يكون في الغالب متأخرا أم في مرحلة مبكرة؟
٭ هناك الكثير من أمراض الأورام تراجع العيادات، ولكن بشكل مباشر فإن أورام القولون هي أكثر الأورام التي أقابلها في عملي وكذلك أورام المستقيم، وأورام الثدي، وبعدها أورام الغدة الدرقية، وعلى مستوى العالم أورام البروستاتا للرجال، وسرطان الرئة، أما عن التشخيص، فهناك الوقائي بعمل المنظار التشخيصي أو الكشف المبكر عن السرطان عبر المنظار الوقائي وهو ما توصي به جميع المنظمات الصحية، بالكشف المبكر عن طريق عمل منظار لكل من يصل 50 عاما من العمر بعمل منظار على الأقل كل 10 سنوات، وعبر هذا المنظار قد نكتشف إصابة، أو لحميات والتي قد تتطور مستقبلا الى سرطان، هذا في الدرجة الأولى بينما الدرجة الثانية، التشخيص بعد أعراض والتي تأتي على حسب مكان الورم، حيث في القولون الأيمن تأتي أحيانا مع عمل تحليل الدم، حيث يكون هناك نقص في نسبة الهيموجلوبين وفقر الدم، وأحيانا نشك بأن يكون هناك مرض في القولون وعليه نقوم بعمل منظار وبهذه الطريقة يتم التشخيص.
هل الجراحة تكون لاستئصال جزء من القولون؟
٭ في الغالب يكون هناك استئصال جزء من القولون أو المستقيم، حيث مكان الورم، فإن كان الورم في الجزء الأيمن يتم استئصال الجزء بالكامل وإذا كان بالجزء الأيسر يتم استئصال الجزء بالكامل، وبعدها نقوم بعمل وصلة للقولون والذي يمكن مع استئصاله ان يعيش الإنسان ويمارس حياته ولا يؤثر على الجهاز الهضمي وطبيعته.
هل وجود الأورام في القولون يعد مؤثرا على انتشارها بأماكن أخرى بالجسم؟
٭ بداية حينما نشخص ورما في القولون نقوم بعمل بعض الفحوصات، حيث نقيم الورم وصل الى أي مرحلة، وفي الغالب نقوم بعمل أشعة مقطعية على البطن والصدر والحوض لتحديد الورم ووصوله لأي مرحلة، وهذا يعني لمعرفة ان كان الورم موجودا بمكانه ام انتشر الى أماكن أخرى، وهذا قبل أي إجراء عملية للأورام تعد هذه أحد الترتيبات لأي عملية بمعرفة انتشار الورم قبل البت في أي جراحة، والأمر الجيد في أورام القولون أنها من الأورام التي نستطيع استئصال الأماكن المنتشر بها تماما، فإن كان هناك انتشار في الكبد فيمكن استئصال جزء منه مع الورم في القولون، وكذلك ان وصل الى الرئة فيمكن استئصال هذا الجزء أيضا من القولون وهذا نادر في الأورام، حيث في أغلب الأورام ان كان هناك انتشار فهذا يعني أن الورم وصل الى مرحلة ان نسبة شفائه من العمليات قليلة جدا وان العلاج يكون مجرد تلطيفي، لكن مع أورام القولون يمكن استئصال الورم ويمكن حتى استئصال الانتشار وتكون نسبة الشفاء مرتفعة.
بالنسبة لأورام الثدي، هل تجد أن هناك ارتفاعا في معدل الوعي أكثر من قبل للكشف المبكر عنه؟
٭ نحمد الله أننا نجد جانبا إيجابيا في هذا الصدد، حيث هناك حملات وطنية، لذلك نجد في شهر أكتوبر الدنيا كلها وردية من حولنا، وجميع الشركات والمؤسسات وجمعيات النفع العام والبنوك، تروج للكشف المبكر وحث النساء على الفحص، ودعوة الأهل والأقارب للكشف المبكر عنه، مما يعني ان هناك جانبا إيجابيا وحملات توعوية موجودة وفعالة وتؤثر في نسبة الإصابة ولهذا خلال هذا الشهر نجد إقبالا كبيرا من النساء على إجراء الماموجرام والفحص وعمل الخزعات.
ومع هذا أقول إننا لم نصل بعد الى المرحلة التي نتمناها، فهناك قصور في إيصال هذه الرسالة الى الجميع ولهذا نحتاج الى تعاون جميع مؤسسات الدولة من وزارات صحة وإعلام وهيئات إعلامية وجمعيات النفع العام ومؤسسات الدولة كافة الى ان نصل الى أكبر شريحة، فهدفنا القضاء على السرطان خاصة ان هذا السرطان العلاج المبكر به نسب الشفاء به كبيرة جدا وتصل الى 95%.
وماذا عن أورام الغدة الدرقية؟ وما تأثير إزالتها على الجسم؟
٭ الغدة الدرقية يجري استئصالها في حالات الإصابة بالأورام أو تضخم الغدة بسبب نتوءات والذي يؤدي الى انسداد وضيق في التنفس وصعوبة في البلع.
وأورام الغدة الدرقية تعد بين أكثر 10 أورام إصابة ونراها بشكل مستمر كجراحين، وفي الغالبية وخاصة في الإصابة بالسرطان يتم استئصال الغدة بالكامل ويتم التعويض عن هذه الغدة عبر تناول هرمون «الثايروكسين» وان كانت الأورام صغيرة وأقل من سنتيمتر واحد يمكن استئصال الجزء المصاب فقط، والجزء المتبقي يقوم بعمله، فهرمون الغدة الدرقية يحتاجه الإنسان لعمليات الأيض، والعمليات العصبية والنمو، ولزيادة فعالية الأدرينالين.
«كورونا» والجراحة
جائحة فيروس كورونا أثرت على كلفة المجالات، فما تأثيرها على عملكم؟
٭ كجراحين كان عملنا مساندا لأطباء الحوادث في الفترات الحرجة، وعملياتنا كانت مستمرة، وقد واجهنا زيادة في بعض الحالات المرتبطة بكورونا من تجلطات الأمعاء وغيرها خاصة في الموجة السابقة، وبعض النقاط التي واجهناها كجراحين مثل عدم وجود أسرة مما اضطرنا أحيانا الى العلاج التحفظي لبعض الأمراض مثل الزائدة الدودية، وهذا يعود لدراسات بينت فاعلية المضادات الحيوية لبعض الفئات من الإصابة بالزائدة، ولهذا اضطررنا الى استخدام مثل هذه الأمور، وكذلك في التهابات المرارة التي يكون فيها الاستئصال الحل الأفضل إلا أننا اضطررنا الى إعطاء علاجات بالمضاد الحيوي وتأجيل العملية الى 6 أسابيع الى أن يخف الالتهاب، حيث إن فترة كورونا جعلتنا نطبق بعض الأبحاث العالمية في استخدام المضادات الحيوية لعلاج حالات جراحية كان يفضل إجراء الجراحة لها، كما أنه كان لدينا مرضى انتظروا العمليات لفترات، لأن مع كورونا أصبح وقت العمليات أقل بسبب الحاجة الى الجهاز التنفسي وأطباء التخدير والممرضات، ولذلك أوقات الانتظار أصبحت أكثر للمرضى، وكان هناك الكثير من المرضى الذين ينتظرون.
كيفية تكون الأورام من تطور اللحميات
خلال حديثه عن موضوع الأورام لاسيما تكونها في القولون، طرحنا على اختصاصي الجراحة العامة د.خليفة اليتامى سؤالا عن إمكانية وكيفية تضخم أورام القولون وتحولها إلى أحجام كبيرة، فقال إن الأورام بالقولون تبدأ بلحمية، وهذه اللحمية يكون حجمها 1 سم او قد يكون أقل.
وأضاف لكن ما يحدث أنه مع الوقت تكبر هذه اللحمية، لذلك الكشف المبكر هام جدا حيث هذه اللحمية بمقاسها قد تصل الى 5 أو 8 سم وأحيانا تتسبب في انسداد في الأمعاء ويكون الورم جدا كبيرا لدرجة أنه يسد القولون بالكامل.
وتابع: كما يحدث أحيانا انسداد في الأمعاء والذي قد ينتج عنه ثقب في الأمعاء ويدخل المريض في حالة حرجة وعملية واستئصال طارئ، واحتمال الإصابة بتسمم، ولهذا هناك توصية بالكشف المبكر خصوصا فيما يختص بأورام القولون لأنها تنمو في بطء وتكبر وتنمو وقد تصل الى حالة التضخم.