تواترت ردود الافعال المنددة بإطلاق نار قرب مقر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب أثناء وجوده في ملعب الغولف الخاص به في «ويست بالم بيتش» بولاية فلوريدا، حيث رجح مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) أنها «محاولة اغتيال» للرئيس السابق.
وقد تأكدت سلامة ترامب، بعد أن أحبط جهاز الخدمة السرية هذه المحاولة لاغتياله، بعد أقل من شهرين من محاولة إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا في شهر يوليو الماضي.
وأكد المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية ستيفن تشونغ في بيان أن «الرئيس ترامب آمن بعد إطلاق عيارات نارية في محيطه».
وبعد عودته إلى منزله في فلوريدا، أرسل المرشح الجمهوري رسالتين إلكترونيتين لجمع التبرعات بحسب شبكة «إن بي سي نيوز»، حيث قال في الرسالة الأولى: «لا تخافوا! أنا آمن، ولم يصب أحد بأذى. الشكر لله».
وكتب في الرسالة في الثانية «عزمي أقوى من أي وقت مضى بعد محاولة أخرى لاغتيالي».
وأضاف: «لن أتباطأ أبدا. لن أستسلم أبدا. لن أستسلم أبدا».
وفي وقت لاحق، كتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «أريد أن أشكر الجميع على اهتمامكم وتمنياتكم الطيبة. لقد كان بالتأكيد يوما مثيرا للاهتمام!».
وقبيل الحادث، كتب ترامب على حسابه الرسمي في منصة «إكس»: اذا انتخب رئيسا، سأنهي على الفور غزو المهاجرين لأميركا، سأوقف جميع رحلات المهاجرين غير القانونيين، وأنهي تطبيق kamala phone المخصص لتهريب المهاجرين غير الشرعيين.. سأنقذ مدننا وبلداتنا في جميع أنحاء أميركا.
وقد أكدت تصريحات السياسيين الجمهوريين والديموقراطيين على السواء، رفض العنف السياسي. وشددت على أنه لا مكان له في الولايات المتحدة.
وقال جيه.دي فانس، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة، إنه سعيد لأن الرئيس السابق بخير، مضيفا أنه تحدث مع ترامب بعد إطلاق النار، وأن معنوياته كانت مرتفعة. وأشار دي فانس إلى أنه «لا يزال هناك كثير مما لا نعرفه» بشأن واقعة إطلاق النار.
من جهتها، قالت منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية، المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس إنها سعيدة لأن ترامب «آمن».
وأضافت هاريس في منشور على منصة «إكس» أنه: «لا مكان للعنف في أميركا».
وقال المرشح الديموقراطي على منصب نائب الرئيس في الانتخابات، تيم والز، بحسابه على منصة «إكس» إنه وزوجته جوين والز «سعداء بأن ترامب آمن»، مشددا على أن العنف ليس له مكان في أميركا.
وفي سياق متصل، قال الرئيس جو بايدن إنه تم إطلاعه على الحادث، وقال: «أنا مرتاح لأن الرئيس السابق لم يصب بأذى».
وأضاف بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض أن «هناك تحقيقا جاريا في هذا الحادث حيث تجمع سلطات إنفاذ القانون مزيدا من التفاصيل حول ما حدث».
وأكد مجددا أنه «لا مكان للعنف السياسي أو أي عنف على الإطلاق في بلدنا، وقد وجهت فريقي لمواصلة ضمان حصول جهاز الخدمة السرية على كل الموارد والقدرات والتدابير الوقائية اللازمة لضمان استمرار سلامة الرئيس السابق».
بدوره، قال حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس إن ولايته ستحقق في محاولة اغتيال ترامب، على الرغم من التحقيق الفيدرالي الجاري فيما حدث.
وكتب دي سانتيس بحسابه على «إكس»: «يستحق الناس معرفة الحقيقة حول القاتل المحتمل وكيف تمكن من الاقتراب لمسافة 500 ياردة من الرئيس السابق والمرشح الحالي للحزب الجمهوري».
ودعا مشرعون من كلا الحزبين إلى تخفيف حدة الخطاب السياسي. وأشادوا بسرعة تحرك جهاز الخدمة السرية. وشدد السيناتور الجمهوري زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، على ضرورة إجراء مكتب التحقيقات الفدرالي والخدمة السرية تحقيقا «شاملا وسريعا وشفافا».
وقال ماكونيل إنه «ممتن للغاية لأن الرئيس ترامب آمن بعد محاولة اغتيال أخرى. لا مكان للعنف السياسي في بلدنا، ويجب محاسبة المسؤولين عنه».
وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز، وهو جمهوري من لويزيانا، إنه ممتن لجميع أفراد إنفاذ القانون الذين منعوا حصول «كارثة»، مضيفا: «لا أصدق أنني مضطر لقول هذا مرة أخرى في دورة الانتخابات هذه: لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف في السياسة».
وأعرب النائب الديموقراطي آدم شيف، عن «انزعاجه» لسماعه عن محاولة اغتيال جديدة، و«سعيد» لسماع أن ترامب آمن، مشددا على ان «العنف ليس هو الحل لاختلافاتنا السياسية».
الجدير بالذكر ان ترامب أصيب في أذنه في محاولة اغتيال بتجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في 13 يوليو الماضي. وقتل عناصر الخدمة السرية مطلق النار بالرصاص، وهو شاب في العشرين من عمره يدعى توماس كروس.
وتداولت وسائل إعلام أميركية اسم راين ويسلي روث، على أنه المسلح الذي أطلق النار. وذكرت أن روث (58 عاما) أوقف بعدما «فتح عناصر جهاز الخدمة السرية النار على مسلح» يحمل بندقية من طراز إيه كيه-47 على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب في فلوريدا. وفر المشتبه به بسيارة سوداء لكن السلطات تعقبتها بعدما نجح شاهد عيان في تحديدها.
وأوردت شبكتا «سي إن إن» و«سي بي اس» الاخباريتان أن روث لديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية. وبحسب الشبكتين الاخباريتين كان روث منتقدا دائما لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تضمن حسابه الذي تم تعليقه الآن على «إكس»، عددا من المنشورات حول الرئيس السابق، ومن بينها، منشور يعود ليونيو 2020، وكتب فيه «ترامب بينما كنت خياري في عام 2016، كنت أنا والعالم نأمل أن يكون الرئيس ترامب مختلفا وأفضل من المرشح، لكننا جميعا شعرنا بخيبة أمل كبيرة ويبدو أنك تزداد سوءا وتتدهور.. سأكون سعيدا عندما ترحل».
شكوك حول فاعلية الإعلانات الانتخابية في أميركا رغم انتشارها
نيويورك - أ.ف.پ: تجاوزت ميزانيات الإعلانات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل كل التوقعات وإن لم يتضح بعد مدى قدرتها على التأثير على آراء الناخبين.
وسينفق مبلغ 1.2 مليار دولار على إعلانات الانتخابات الرئاسية وحدها، وفق مؤسسة «ميديا رادار سي إم إيه جي» لتحليل الإعلانات، من إجمالي 12 مليار دولار لانتخابات الكونغرس وانتخابات أخرى تجرى في الخامس من نوفمبر2024.
والرقم الأخير يزيد بحوالي 3 مرات عن مثيله في انتخابات 2016، لكن النهج التصاعدي بدأ قبل ذلك.
وأنفق الديموقراطيون أكثر من ترامب على الإعلانات في 2016 و2020، ويبدو أنهم يواصلون ذلك مجددا هذه المرة، وفق «ميديا رادار». ويتوقع أن تنفق حملة الجمهوريين 500 مليون دولار مقارنة بـ 700 مليون دولار للديموقراطيين.
وقال مايك فرانز أحد مديري مشروع «ويسليان ميديا» المختص بدراسة الإعلانات السياسية إن «التغير الأكبر حدث عندما ترشح باراك أوباما لانتخابات 2008». فحتى ذلك الوقت كثيرا ما استخدم المرشحون التمويل الحكومي لحملاتهم بموجب القانون الذي فرض قيودا مشددة على الإنفاق.
لكن أوباما أدرك إن بإمكانه جمع مبلغ أكبر بكثير من خلال الفرص الجديدة التي يوفرها الإنترنت والتي كانت تتطور آنذاك، وفق فرانز.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيموري زاكاري بيسكويتز، أن «الإنترنت جعل من السهل جدا التبرع بالمال لمرشحين سياسيين.. سهل بشكل لا يصدق» مقارنة بما كان عليه قبل 20 أو 30 عاما.
وفي 2010 ألغت المحكمة العليا القيود على الإنفاق من مجموعات غير حزبية خارجية.
وسمح ذلك بتشكيل ما يسمي بـ «سوبر باكس» (لجان العمل السياسي الفائقة) التي بإمكانها أن تجمع مئات ملايين الدولارات للمرشحين، ما يفضي إلى مزيد من الإعلانات السياسية.
لكن «الخبراء السياسيين يتساءلون دوما عن مدى تأثير هذا الإنفاق»، وفق فرانز، الذي رأى انه «نظرا لأن الحملات متقاربة جدا من حيث التصويت الشعبي في بعض الولايات الحاسمة، فإن المال قد يكون مهما إلى حد ما»، مضيفا «أظن أن الرهان الآمن هو إنفاق أكبر مبلغ ممكن»، معتبرا أن النتيجة هي «سباق تسلح» بين الجانبين.
وتظهر الأبحاث أن الإعلانات التي تروج لمرشح لمنصب ما يمكن أن تؤثر في الواقع على الناخبين، حتى لو قليلا.
وساهمت المستجدات المفاجئة بحملة 2024، في زيادة كبيرة في الإعلانات بعدما أصبحت كامالا هاريس مرشحة الحزب الديموقراطي مع انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق قبل أقل من 4 أشهر على الانتخابات الرئاسية.