بيروت ـ عامر زين الدين
شهد لبنان أمس ظاهرة طبيعية لم يعرفها منذ نحو ثلاثة عقود، من خلال الطقس العاصف والمثلج، بموجة ثلج قطبية شديدة البرودة اجتاحت مناطق مختلفة، خصوصا المرتفعة نسبيا عن سطح البحر، وتسببت بتعطيل الحياة اليومية وحركة المرور على الطرق العامة بعدما قطعت أوصال المناطق وعزلتها عن بعضها، إضافة إلى توقف حركة المدارس وعدد من المؤسسات العامة والخاصة.
فقد استفاق اللبنانيون صباح الأربعاء على «الثلج الأبيض» الذي اكتست به المرتفعات والجبال والبلدات، التي تبدأ من ارتفاع نحو 800 متر وما فوق عن سطح البحر، للمرة الأولى هذه السنة، والأولى في شهر نوفمبر الذي قلما يشهد طقسا عاصفا ثلجيا على هذا النحو منذ عشرات الأعوام.
الطريق بين منطقتي الشوف والبقاع عبر الأرز قطعت بالكامل، بعد تشكل طبقة ثلجية عليها، زاد متوسطها عن 15 سنتيمترا، في حين ان طريق ضهر البيدر الدولية بين لبنان وسورية عبر البقاع شكلت مجازفة للعابرين عليها، وكانت متاحة فقط امام السيارات ذات الدفع الرباعي او تلك المجهزة بسلاسل معدنية.
اما المناطق التي تغطيها الثلوج عادة في شهري ديسمبر وفبراير مثل بشري وكفرذبيان وفقرا وكفرسلوان ـ ترشيش وسواها إلى جبلي صنين والشيخ وبقية السلسلة الشرقية، فقد وصلتها الثلوج باكرا، الامر الذي استبشر به رواد التزلج خيرا هذه السنة، على رغم مآسي الوطن جراء الحرب الاسرائيلية الموسعة التي بدأت قبل شهرين ونيف.
الثلوج غير الاعتيادية في هذا الوقت وصلت على نحو خفيف إلى مناطق متوسطة، مثل بكفيا وجزين ودير القمر ـ بعقلين وسواها، وتركت اجواء تفاؤلية، وأعطت أملا بشتاء يعزز مخزون المياه في الينابيع الأساسية، مثل الباروك الذي يغطي قسما كبيرا من أقضية جبل لبنان الجنوبي في الشوف وعاليه والمتن، والذي تتفجر مياهه عادة في شهر فبراير من كل سنة.
اما خبراء الطقس، فقد أعربوا في تصاريح اعلامية عدة، عن المفاجأة عن الأحوال الجوية، وارتداء المناطق الحلة البيضاء، مع توقعهم التخفيف من حدة العاصفة القطبية على نحو تدريجي.