وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان في زيارة تستمر يومين تهدف الى توطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.
ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، إلا أن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.
وفي مقال نشرته صحيفة «إزفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا.
من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر بصحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.
وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.
وتدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».
وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.
تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتجاه جارتها بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.
وفي سبتمبر دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».
ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، إلا أنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.
وتعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا، وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.
ويناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.
وتسهم كازاخستان بنحو 43% من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.
وأكد بوتين امس أن «روساتوم» «مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».
من جهة أخرى أعلنت روسيا أمس، أنها طردت صحافيين اثنين من المجموعة السمعية والبصرية الألمانية العامة «إيه آر دي»، «ردا» على إعلان قناة «بيرفي كانال» اغلاق مكتبها الألماني بأمر من برلين، وهو ما نفته ألمانيا بشدة.
يأتي هذا الحادث الديبلوماسي غداة خلاف بين روسيا والمملكة المتحدة، بعد أن طردت موسكو دبلوماسيا بريطانيا من الأراضي الوطنية بتهمة التجسس، وهو ما دانته لندن بشدة، وفرضت عقوبات على نحو عشرة وزراء في حكومة كير ستارمر.
تأتي هذه التوترات بين روسيا واثنين من حلفاء كييف المقربين في وقت يحاول الأوروبيون تشكيل جبهة موحدة لمساعدة أوكرانيا، مع ترقب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وصباح الأربعاء أعلن إيفان بلاغوي مراسل قناة بيرفي كانال (القناة الأولى بالروسية) في برلين على الهواء، أنه مضطر إلى مغادرة ألمانيا مع زميله المصور ديمتري فولكوف، بينما أعلنت مقدمة نشرة الأخبار إغلاق مكتب القناة بأمر من برلين.
ووفق رواية بلاغوي، فإن السلطات الألمانية تعتبر أن هذه القناة الحكومية تطرح تهديدا على أمن البلاد، وهي أداة دعاية خطيرة بينما يعيش الملايين من الناطقين بالروسية على الأراضي الألمانية.
ولاحقا، قال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو لوكالة ريا نوفوستي إن موسكو «سترد بالمثل» على برلين، علما أن نحو عشرين وسيلة اعلام المانية تعمل في روسيا، بحسب الديبلوماسية الروسية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إحاطتها الاعلامية الاسبوعية، إلى «اتخاذ اجراءات مماثلة بحق صحافيين اثنين في مكتب ايه آر دي في موسكو». وسمت المراسل فرانك أيخمان وزميله سفين فيلر.
لكن وزارة الخارجية الالمانية نفت إغلاق مكتب بيرفي كانال، وصرحت متحدثة باسم الخارجية الالمانية، بأن «تأكيدات روسيا مغلوطة: الحكومة الفيدرالية لم تغلق مكتب هذه القناة، وبإمكان الصحافيين الروس ممارسة عملهم بحرية ومن دون عوائق في ألمانيا».