بيروت - زينة طبارة
قال النائب ياسين ياسين في حديث إلى «الأنباء»: «لبنان أمام مرحلة مفصلية من تاريخه، وقد رسمت له خارطة طريق تحت عنوان تطبيق كامل للقرار الدولي 1701 كخطوة أولى ملزمة لخروجه من هذه المرحلة متعافيا وجاهزا للعودة إلى الحضنين العربي والدولي».
وتابع ياسين: «هذه بالتالي مرحلة في غاية الدقة تحتاج إلى شخصية رئاسية استثنائية، لا يمكن إقحامها في هذه المعركة من دون سلاح سياسي وطني يمكنه من خوضها بثقة، وكسبها على قاعدة لا عودة إلى مشهدية ما قبل 7 أكتوبر 2023».
وأضاف ياسين: «تطبيق القرار الأممي 1701 كما هو، لن يتحقق بكبسة زر أو بسحر ساحر، بل بمجهود يومي مضن تحت إشراف ومراقبة كل من اللجنة الدولية الخماسية المنصوص عنها في اتفاقية الهدنة، والمجالس الرقابية اللبنانية وعلى رأسها السلطتين التنفيذية والتشريعية، على ان يصار بعد النجاح بتطبيقه إلى خوض معركة تطبيق كامل اتفاق الطائف وإقرار الاستراتيجية الدفاعية بالتوازي مع معركة الإصلاحات على اختلاف أنواعها ومستوياتها، وأبرزها الإصلاحات التشريعية بما فيها قانون الانتخاب، والإصلاحات المالية والقضائية والإدارية لما لهذه الخطوة من أهمية قصوى في إحياء دور المؤسسات والنهوض بالبلاد».
وردا على سؤال قال ياسين: «معركة القيام بلبنان الدولة الحقيقية صعبة وشاقة ومضنية، وتحتاج بالتالي إلى رئيس حيادي قادر على خوضها بمواكبة تشكيلة حكومية حيادية ومن خارج لعبة المحاصصات الحزبية والمحسوبيات السياسية والتوزيعات الطائفية التي أوصلت البلاد إلى الخراب والسقوط، وحولتها من دولة القانون والمؤسسات إلى دولة الوزير والزعيم. حكومة لديها رؤية مستقبلية وخطة اقتصادية إنمائية إعمارية اجتماعية تعيد لبنان إلى سابق عهده كدولة رائدة في المحافل الدولية».
وأردف: «عنوان مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار هو بناء دولة المواطنة الصحيحة. فاللبنانيون قادرون لوحدهم على القيام ببلدهم، شرط إعطائهم الفرصة لإثبات ذاتهم كشعب حضاري غني بالكوادر العلمية والثقافية. والمطلوب بالتالي لتحقيق دولة القانون والمؤسسات، رئيس حيادي حكم وحاكم. مسلح أولا بوحدة وطنية غير مسبوقة تمكنه من اختراق جدار المشقات، وثانيا بحكومة حكيمة فاعلة قادرة على مواجهة التحديات، لا حكومة وزير متحكم هنا، أو فريق حكومي مهيمن هناك».
واستطرد قائلا: «بناء على ما تقدم أدعو الجميع إلى التواضع والنزول عن الشجرة. فلا الشماتة بهذا الحزب وذاك الفريق تبني جسور التواصل بين اللبنانيين، ولا الادعاء بانتصارات وهمية كانت أم حقيقية تبني وطنا. لبنان بحاجة إلى صحوة ضمير توحد صفوف اللبنانيين في مرحلة دقيقة وصعبة عنوانها الوحيد بناء وطن حقيقي ومواطن صالح بالتوازي، وسط ثوابت وطنية بناءة لابد من صونها وحمايتها وأبرزها استخلاص العبر من التجارب السابقة، وتقديم مصلحة لبنان واللبنانيين على كل مصلحة حزبية وشخصية وطائفية ومناطقية ضيقة، وعدم العودة بالتالي إلى زمن ما قبل طوفان الأقصى».
وفي هذا السياق ختم ياسين: «نعم لحوار وطني شامل بعد انتخاب الرئيس العتيد. حوار يعالج الملفات الاستراتيجية وأهمها ملف السلاح خارج إمرة الجيش ووضعه تحت مظلة المؤسسة العسكرية، بما يضمن عودة الثقة الدولية بهذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية والكبير بقدراته وطاقاته البشرية والعلمية. الجيش اللبناني من أهم الجيوش في المنطقة تنظيما وإقداما والتزاما وانضباطا، والمطلوب بالتالي من الدول العربية الشقيقة والغربية الصديقة، تسليحه وتمويله ضمن مشروع قيام الدولة اللبنانية القادرة على حماية نفسها وشعبها».