في عصر يشهد حرائق ضخمة تدمر مدنا وتولد أعمدة من الدخان مرئية من الفضاء، يقر العلماء بأنهم بعيدون عن فهم جميع آثار هذه الحرائق على البشر والطبيعة والمناخ.
فقد واجهت أثينا وهاواي ولوس أنجيليس أخيرا حرائق مدمرة، في حين حطمت الحرائق في الغابات الكندية الأرقام القياسية خلال السنوات الأخيرة.
وفي العام 2024، حذرت مجموعة علماء من مختلف أنحاء العالم، في تقرير دعمته وكالة الفضاء الأوروبية وشبكة «فيوتشر إيرث»، من أن هذه التغيرات في حدة الحرائق «تمثل خطرا غير مسبوق لا يزال غير مفهوم بشكل جيد».
ويسعى الباحثون في كل أنحاء العالم إلى فهم ما يحدث، فهم إما يستقلون طائرات تعبر الدخان الناتج عن الحرائق، أو يحللون صورا بالأقمار الاصطناعية لأعمدة دخان مرئية من الفضاء أو يأخذون عينات من التربة والممرات المائية، محاولين تقييم آثار الحرائق على البشر والكوكب.
ويقول المؤرخ المتخصص في الحرائق ستيفن باين إن النار لطالما كانت بمنزلة «رفيق» للبشرية، أما اليوم فباتت «أسوأ عدو لنا».
وأطلق هذا الخبير على العصر الحالي تسمية «بيروسين». ويواصل العلماء اكتشاف تأثيرات جديدة للحرائق، فهي تغير الطقس، إذ تبدل الرياح وتطلق السخام عاليا ويمكن أن تسبب البرق. كذلك، تولد الحرائق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتؤثر حتى على الغلاف الجوي.
وفي العام 2023، أظهر العلماء أن تفاعلا كيميائيا ناتجا عن الدخان المتأتي من حرائق هائلة في أستراليا تسبب باتساع ثقب الأوزون بنسبة 10% سنة 2020.
ويكون للحرائق أحيانا آثار غير متوقعة، إذ أظهرت إحدى الدراسات أن الرماد الناتج عن حرائق أستراليا سقط في المحيط على بعد آلاف الأميال، ما أدى إلى تكاثر العوالق التي امتصت ثاني أكسيد الكربون الإضافي.