الجميع يدرك ويقدر حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الإخوة القائمين على وزارة الداخلية وعلى رأسهم وزير الداخلية الفريق ركن متقاعد الشيخ جابر الخالد سواء في حفظ الأمن في البلاد بمختلف مرافقها أو من خلال توفير أقصى درجات الراحة للمراجعين في الإدارات ذات الطابع الخدمي مثل الإدارة العامة للهجرة أو المرور أو المنافذ أو الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر وغيرها، وعلى الرغم من أنني ضد وجود ما يسمى بالشرطة النسائية (رأي شخصي) والتي أثارت حفيظة عدد من نواب مجلس الأمة في الفترة الأخيرة على اعتبار ان العمل لا يتلاءم مع طبيعة المرأة اللطيفة والبعيدة كل البعد عن العنف، وان ظهرت في الآونة الاخيرة بعض حالات النشاز إلا ان ذلك لا يمكن أن يعمم على القاعدة الكلية، إلا أن الوزارة تصر على التأنيث بطريقة أو بأخرى حيث حدثني أحد الأصدقاء أنه قصد ذات يوم أحد مراكز الخدمة المنتشرة في البلاد لتجديد جواز سفره المنتهي وإذا بالمسؤول يمنحه وصلا لمراجعته بعد 40 يوما وسأله صاحبي متعجبا: «لماذا 40 يوما بالتحديد؟» فأجاب بأنه لا توجد جوازات وهذه تعليمات عليا، فضرب صاحبنا أخماسا بأسداس «وطرت له طواري كثيرة» لعل من أبرزها مراجعة الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر في الفروانية، يمكن المسؤول يعطف عليه ويمنحه جوازا على الطاير، وأكمل حديثة قائلا: لم يتغير الحال حيث كرر على مسامعي أحد الموظفين في الادارة العامة نفس الاسطوانة من أنه لا توجد جوازات للطباعة وان فترة الانتظار للجميع هي 40 يوما، والسؤال هنا لماذا تم تحديد فترة الانتظار بـ 40 يوما؟ شنو الجواز نفاس يا جماعة؟ نحن في فترة صيف ومعظم الكويتيين يعشقون السفر، وهذا العذر غير مقبول مع انني مدرك تماما حجم العمل الذي يقوم به مدير عام الجوازات العقيد وليد الغانم، وهو من خيرة رجال الداخلية والذي يمضي ساعات طويلة كل يوم في عمله، فإذا كان السبب نقص الجوازات فهذا يدل على عدم وجود دراسة كافية لمعرفة الأعداد اللازمة والمنتظر استغلالها من الجوازات في فترة الصيف، فماذا عسانا أن نقول لمريض يبحث عن العلاج بالخارج وحالته حرجة وخطرة، وبعد تفكير عميق أدركت حقيقة إصرار مسوؤلي الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر على سالفة الـ40 يوما حيث ان هذه الفترة جعلها الله في شرعه لتجديد المرأة بعد ولادتها، وما يصاحب تلك الفترة من اضطرابات نفسية وجسدية، وجماعتنا وضعوها عقابا لمن يكتشف انتهاء جوازه متأخرا، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
[email protected]