لم يأت اللقب الذي منحته الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، والمتمثل في قائد الإنسانية، إلا نتيجة لعوامل عديدة ومتراكمة قام بها سموه انطلاقا من الداخل إلى الخارج، ويجدر بنا هنا مع غمار الفرحة أن نبحث في هذه العوامل ونعدد بعضا منها على سبيل التوثيق من جهة، وعلى سبيل تأكيد أحقية سموه بهذا اللقب أمام العالم لمن لا يعرف الأسباب.
لقد مزج سموه بين الأعراف القيمية والأخلاقية والقوانين، فأتاح مساحة واسعة للتعامل مع الكثير من الأزمات والمشاكل وفق الأعراف النبيلة التي تتفوق أحيانا في مقدرتها على حل المعضلات المستعصية في مجتمع تأسس على احترام الأصول الاجتماعية وسطوتها على الفرد وانسجامها مع كل فئات الشعب بمختلف انتماءاته العائلية والقبلية.
الأمر الآخر، لقد منح سموه متسعا من الحريات في الرأي والتعبير من خلال صحف ووسائل إعلام خاصة حجمها يفوق المساحة الجغرافية والسكانية للكويت، ما جعل دولتنا تتبوأ المراكز المتقدمة في الحريات العالمية وفق دراسات أجنبية، وفسح المجال للتسامح في كثير من المرات حفاظا على استقرار الوطن.
وأعطى سموه الاستقلالية الحقيقية للقضاء، فأنصف المظلومين بمن فيهم المقيمون على أرض الكويت، وكم من حالة حكم فيها القضاء لصالح أصحاب الحق أيا كانت جنسياتهم على حساب الطرف الآخر حتى ولو كان كويتيا.
من الأسباب الأخرى، هي الأسبقية التي يتحلى بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمنح التبرعات وعقد اللقاءات للدول المانحة من أجل إغاثة النازحين واللاجئين من الدول التي ألمت بها كوارث وحروب.
إن حصول الكويت على لقب «المركز الإنساني العالمي» يجعلنا نتفاءل بالحصول أيضا على لقب «مركز مالي عالمي»، وهو حلم وطموح سموه.. فهل نعينه على تحقيق هذا الطموح؟
[email protected]