يفتح لنا حلول شهر رمضان المبارك باب الحديث عن الأعمال الإنسانية والاجتماعية، حيث يوجد في الكويت ما لا يوجد في غيرها من الجمعيات التطوعية وجمعيات النفع العام، فقد قام المهتمون بالأعمال الاجتماعية والخيرية والإنسانية بتنظيم أعراف الكويت القديمة والنبيلة في عمل مؤسساتي له منهج ومقر.
وتتنوع أنشطة هذه الجمعيات والأعمال التطوعية ما بين إنساني وبيئي وإصلاحي وثقافي وفني وسياسي واقتصادي، وعن المرأة، وغير ذلك. ولكن السؤال، هل نرى أثرا فعليا لها على الأرض؟ وهل تستطيع فعلا على أداء رسالتها على أكمل وجه بما يحقق التغيير المنشود؟
بعض هذه الجمعيات يأخذ الطابع الترفي، فلا يسمع به إلا نخبة محددة من الناس، وبعضها الآخر أوسع نشاطا ولكن نشاطها محدود في المقر المخصص للجمعية ولا يتجاوز عدد الحضور مقاعد الصالة إن لم يكن أقل.
لذلك فإن أول مشكلة تتعثر فيها «بعض» هذه الجمعيات يتمثل في عدم إجادتها فن التواصل المباشر مع الجمهور، وأقصى ما يمكن أن تتواصل به مع الناس، هو أن تضع لها طاولة في مجمع مع لافتة وبعض الكتيبات والمنشورات التوجيهية الملونة بأغلفة عليها صور مرعبة للتحذير، بما يذكرنا بالواعظ الذي يتحدث عن النار دون الجنة.
والعمل التطوعي الاجتماعي أو الإنساني، من أساسياته الحديثة أن يذهب هو إلى الناس، لا أن يأتي الناس إليه، وخصوصا تلك القضايا المتعلقة بالجيل الجديد، لذلك أجادت بعض الجمعيات ذات التوجه الإصلاحي أن تصل إليه في الأماكن التي يفترض أن يتواجد فيها، كالمجمعات مثلا.
وأيضا يفترض أن ينساق الأمر على القضايا الإنسانية، فمثلا المحتاج الحقيقي والمتعفف لا يذهب لطلب المساعدات، إذ يمنعه من ذلك عزة نفسه وحياؤه، بينما تجد غيره ممن هو أقل حاجة منه يطلب المساعدة بوقاحة، فهل نترك الأول ونعطي الثاني؟ يفترض أن نصل إلى هؤلاء حتى وإن لم يأتوا إلينا.
[email protected]