الصبر نعمة خلقها الله عز وجل لنا كما خلق الصدق والحب والعطاء والفرح وجميع الصفات التي يمتاز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات في التحكم بها، فقد يستخدم الإنسان هذه الصفات بإفراط أو باعتدال أو بنقصان على حسب الموقف الذي يتعرض له أو يكون فيه، ويترتب على ذلك ردات فعل معينة تختلف باختلاف جميع الظروف التي تصاحب الإنسان مثل قوة العلاقة أو ضعفها لمن هم في الموقف ومدى قوة الإنسان في التحمل والتمسك بالعلاقة وما لقرابتها إليه وكل الأمور التي تكمن في نفسه تجاه الآخر، ولا شك ان جميع ما يحدث لنا في الحياة من هموم ومشاكل وضغوطات واختلافات في الآراء وتهجمات وخسائر وضعف أنفس وأمراض وابتلاءات وفقدان والعديد من الأمور التي لا يقدر الإنسان على إحداث تغيير لها أو إزاحتها ولا يجد غير الصبر رفيقا له، إما أن يتأقلم على الأمر ويتدارك ما به ويساعد نفسه للوقوف مهما جرى لوجود الأمل والرضا بما كتب له ليبقى هادئا ومتماسكا وموزونا في تصرفاته، واما ان ينهزم ويبقى أسيرا للحزن والحسرة والتذمر والغضب وعدم التحكم بنفسه، وتلك الأمور سمعنا بها وعلمنا بها على مر التاريخ بوجود العديد من القصص والحكايات التي تروي مدى صبر الإنسان المبتلى، وكيف فرج الله همه، وانه هو القادر على تغيير حال الإنسان من حال الى حال، فإن وضع الإنسان في عقله وهيأ نفسه على أن يستخدم الصبر بمفهومه الصحيح والمراد منه وتعلم كيفية العيش ملازما إياه وكيفية استغلاله ليكون دافعا للنهوض دائما، وأن لابتلائه درسا يجب أن يتعلم منه ويثق بإنصاف ربه له وكل ما يأتي منه هو خير له فبلا شك ستكون النتيجة إيجابية في النهاية، ومن زاوية أخرى يصبر الإنسان على أمر يريد تحقيقه ويتعرض لتحديات كثيرة وعقبات مختلفة هو يختار أن يواجهها ويكون ضمن نطاقها ليحصل عند تحقيق هدفه سعادة لا توصف ويستخدم هذا السلاح الى أن ينتصر بغايته فيكون الصبر هو السبب بعد الله تعالى لما تم تحقيقه من أمر يخصه أو ينتظر نتيجته بفارق الصبر، وكلما كانت الفترة طويله أو كانت التحديات صعبة تزداد نتيجته لتقابل صبره وتتناسب معها ويضاعف الله لمن يشاء بلا حساب، فاعملوا وتوكلوا عليه وصفوا نياتكم لتحصلوا على ما تريدون أو أكثر من ذلك!