بداية أقرر أن من أمن العقوبة أساء الأدب، وهذه قاعدة تنسحب على الأفراد والمجتمعات.
وقد بالغت إسرائيل في التعدي والتحدي ليس للعرب والمسلمين فقط وإنما للعالم كله من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه وذلك بتنكرها لجميع القيم والأعراف والقوانين بمعنى أنها تحدت العالم كله بجميع مؤسساته ومنظماته بضربها بقرارته عرض الحائط دون حسيب أو رقيب! وإني لأعجب كل العجب مما يحدث من غض الطرف عن كل جرائم هذا الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، والأدهى والأمر هو استخدام «الفيتو» من قبل أميركا وغيرها ممن لهم حق النقض ضد أي قرارات لإدانة هذا المحتل الغاشم.. «فيتو » لمجرد الإدانة؟! .. نعم أيها السادة حتى لمجرد الإدانة.. فهل ننتظر أن تكون هناك عقوبات وقرارات تفرض على هذا الكيان المغتصب؟!
أيها السادة حكام وقادة العالم والمنظمات الدولية ألا تعلمون أن صمتكم وسكوتكم وغضكم الطرف عن مثل هذه الجرائم يغذي التطرف والانفلات فهل تريدون للعالم أن يعود إلى الجاهلية الأولى وكأن العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف؟!
فيصدق فينا قول زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
والعجب كل العجب ممن ينكرون على أبناء فلسطين البواسل استخدام المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض والشرف ويعدون ذلك جريمة، والأدهى والأمر هو استنكار رأس السلطة الفلسطينية للمقاومة والاصطفاف إلى جانب المحتل وليس هذا ادعاء ولكنها تصريحات رأس السلطة وكأنهم يعاقبون الذبيحة على صراخها واستنجادها أثناء الذبح! فهم لا يريدون صوتا للشعب المضطهد المحتل.. قصف وقتل وتهجير وتشريد واعتداء على المقدسات والمقدرات على مرأى ومسمع من العالم كله ولا أحد يفعل لهم شيئا ومع هذا لا يريدون لأبناء هذا الشعب أي حراك أو مقاومة فأي منطق أعوج هذا فما لكم كيف تحكمون؟! .. يقول البارودي:
ومن عجائب ما لقيـت من زمني
أني منيـت بخطـب أمره عجب
لم أقترف زلة تقضي عـلي بما
أصبحت فيه فماذا الويل والحرب؟
فهل دفاعي عن ديني وعن وطني
ذنب أدان به ظـلما وأغترب؟
وما أبالي ونفسي غير خاطئة
إذا تخرص أقوام وإن كـــذبوا
وإني لأشيد بالموقف الكويتي المشرف في مجلس الأمن فهو موقف يستحق التقدير والإشادة، وأرجو من جميع الدول العربية والإسلامية الاتحاد والاصطفاف في خندق واحد للدفاع عن فلسطين وشعبها، كما أنني أوجه كلمة لمن يلهثون وراء اليهود وسطوتهم بأنكم تلتحفون بالعري وتتأملون السراب لأن هؤلاء قوم لا عهد لهم ولا ذمة فهل يطلب إحقاق الحق من المعتدين الغاصبين؟!
[email protected]