في ظل غياب العديد من المؤسسات المعنية والحكومية لحفظ كرامة المرأة المعنفة، والتي حتى اليوم لا تعرف لمن تلجأ، يلمع في سماء الرحمة فريق عمل تطوعي مرخص وهو «ايثار» والذي يهدف لمكافحة العنف ضد المرأة في الكويت، فريق يهدف لمضاعفة الجهود للقيام بتثقيف المعنفة، ومن يقوم بتعنيفها عن كيفية التعامل مع بعضهما البعض بطريقة سليمة لاسيما ان العنف من احد المظاهر الهمجية، ومع الأسف ما زالت قائمة حتى يومنا هذا رغم انتشار مبادئ الرحمة والمساواة.
كشفت الدراسات أن ما يقارب 41% من المتزوجات يعانين من العنف الزوجي، وعامل الخوف يمنعهن من الإبلاغ عن أزواجهن، بالإضافة للعادات والتقاليد التي تمنعها من ذلك، والتعنيف لا يعرف طبقة اجتماعية معينة، اذ تبين انه يتم ممارسته حتى على ذوات الشهادات العليا، وهو مؤشر خطير على أنه ظاهرة لا تعترف بأي طبقة ومنتشرة.
ويعتبر مركز الإيواء لهؤلاء المعنفات ضرورة في الوقت الراهن، لأن المعنفة لا تعرف لمن وأين تلجأ، على أن تتوافر به خدمة الاستشارات النفسية والصحية، ورغم تحريم العنف شرعيا ضد المرأة إلا أنه ما زال يمارس وبشكل مخيف، وهذا الأمر بحد ذاته يدعو للقلق، لاسيما أننا في العام 2018 حيث العالم يسعى لأن تكون المرأة شريكة للرجل في جميع المراكز القيادية، والتعنيف الممارس ضدها يعتبر خطوة للوراء في أي مجتمع.
«ايثار» هذا الفريق الذي سخر نفسه تماما لهذه المهمة يحتاج لكثير من الدعم من قبل الدولة، ولكن لا يمكن إنكار أهمية وجود فريق متخصص بهذا النوع الحساس من القضايا، وهو مكافحة العنف ضد المرأة، قامت «إيثار» مؤخرا بطرح فكرة جميلة من خلال مواقعهم في وسائل التواصل الاجتماعي وهي «من هو بطلك الخارق»؟ اذ انهم يؤمنون ان الناجين من العنف والذين يدعمونهم هم أبطال خارقون، وهناك الكثير في مجتمعنا من يستحقون لقب الأبطال الخارقين، لذا تستقبل «إيثار» أسماء المرشحين حتى تاريخ 1 مايو، وهو نوع من الدعم النفسي لهؤلاء الأشخاص الداعمين للمعنفين كنوع من الدعم المعنوي.
كل ما عليك أن تذكر بطلك الخارق، وتشجع الآخرين ليصبحوا أصحاب موقف ضد العنف أو أي قضية إنسانية، أنت من عليه الاختيار هل تود أن تعيش على هامش الحياة أو تود أن تكون بطلا خارقا لأحدهم؟
قفلة:-
368 حالة عنف ضد المرأة سنويا، والرقم الحقيقي غير معلن لأسباب تخوف الضحية من الإبلاغ عن تعنيفها، هذا الرقم سبب كاف لضرورة توافر مركز لإيواء المعنفات في الكويت من جميع الجنسيات، ومنا إلى المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ولجميع الناشطين في حقوق المرأة والإنسان.
[email protected]