لقد كان لعلمائنا وآبائنا ومفسرينا باع طويل في تبيان المواقف الإسلامية والذود عن العروبة ومقدسات الإسلام داخل أقطارنا أو خارجها، مما ادى الى تبيان وإظهار الأمور جلية وكشف الحقائق وطمس الأكاذيب، ونسرد أدناه بعضا من ذلك.
لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أقوال مأثورة وحكم دامغة لمن أراد الهداية والبعد عن الغواية.
«لقد كان في الأرض أمانان من عذاب الله، رفع الأول وبقي الثاني. فأما الأول فكان وجود الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم بين الناس، (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم). وأما الثاني فهو «الاستغفار» (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فلا تدع الاستغفار والزمه ليل نهار.
وللداعية الحق الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله موقف مع احد المستشرقين الأميركان أثناء زيارته لأميركا وهم على دراية تامة ومعرفة بالإسلام، بيد أنهم يريدون زعزعة العقيدة، والموقف على النحو التالي:
المستشرق: هل كل ما في قرآنكم صحيح؟
الشيخ الشعراوي: نعم، وبكل تأكيد.
المستشرق: لماذا إذن للكافرين عليكم سبيل في وقتنا هذا رغم قوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
الشيخ الشعراوي: لأننا مسلمون ولسنا مؤمنين.
المستشرق: وما الفرق بينهما؟
الشيخ الشعراوي: المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من صلاة وخلافه، ولكن هم في شقاء تام، شقاء علمي واقتصادي وعسكري.. إلخ، فلماذا هذا الشقاء؟ الجواب في قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).
المستشرق: لماذا هم في شقاء؟
الشيخ الشعراوي: لأن المسلمين لم يرتقوا إلى مرحلة الإيمان ليكونوا مؤمنين، وإلا لنصرهم الله وفق قوله: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ولو كانوا مؤمنين لأصبحوا أكثر شأنا بين الأمم والشعوب بدليل قوله تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) فلو كنا مؤمنين لما جعل الله عليهم أي سلطة من الآخرين، كما ورد في الآية في صدر المقالة، ولو كانوا مؤمنين لما تركهم الله على هذه السجية المزرية لقوله سبحانه: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه)، ولو كانوا مؤمنين حق الإيمان لكان الله معهم لقوله: (وأن الله مع المؤمنين)، إلا أنهم مكثوا مسلمين ولم يرتقوا الى مرحلة المؤمنين بدليل قوله (وأن الله مع المؤمنين)، ولينطبق عليهم وصفهم كمسلمين (وما كان أكثرهم مؤمنين).
المستشرق: من هم المؤمنون؟
الشيخ الشعراوي: هم الذين وصفهم القرآن: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين).
فبذلك يكون الله قد ربط وقرن النصر والغلبة والسيطرة ورقي الحال بالمؤمنين. وقيل الصالح إنسان حريص على طاعة الله، لكنه ذو شخصية فردية ليس له دور في النصح ومحاربة الفساد، أما المصلح فهو شخصية لم تكتف بصلاح ذاتها، وإنما تدعو لإصلاح الغير والدعوة إلى الخير، ويكون آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر.
[email protected]