عندما نقرأ كلمة الرضا يجب أن نقف لنفكر مليا فيما تحمله هذه الكلمة من أمور قد يغفل عنها أي إنسان في زماننا هذا، فيختلف مفهوم الرضا من شخص إلى آخر فالبخيل مثلا يعتقد بأنه عندما يدخر جميع ما يملك لنفسه فقط ويحرم من هم حوله حينها قد يشعر بالرضا عن نفسه، والكريم كذلك حين يبسط كفيه لجميع من حوله يشعر كذلك بالرضا عن نفسه.. إلخ، من أشكال وأنواع البشر جميعهم كذلك كل شخص يضع لنفسه سقفا لهذا الشعور الذي حين يتحقق يشعر بأنه نال مراده وحقق ذاته وان لم يتحقق تجده إما تعيسا أو مثابرا لآخر أنفاسه كي يمتلك الرضا، وللأسف أغلب البشرية على هذا النحو من التفكير، فكما نعلم جميعا أن الإنسان بطبيعته إن اخطأ بأمر ما قد لا يشعر بأنه قام بفعل خاطئ بل على عكس ذلك قد يعتقد بانه على صواب ولم لا وهو الذي وضع لنفسه هذا السقف مسبقا؟
وهنا إما أن يكتشف الحقيقة بمرور الوقت ويتغير أو يكابر على خطئه ويوهم نفسه بانه راضٍ عن نفسه وإما لا يكتشف حقيقة هذا الشعور، فلا يعلم برضاه عن نفسه وسعادته هذه من ظلم؟ أو بتعاسة من أصبح سعيدا وراضيا عن نفسه كالفاسد والسارق والقاتل على سبيل المثال قد يرضى عن نفسه ليبرر جريمته، وهكذا أمثلة كثيرة مشابهة، لذا يتوجب على الإنسان أن يبحث عن حقيقة هذا الشعور الذي خلقه الله فيه ويراجع نفسه فرضا المرء عن نفسه لا يكفي فلا بد له أن يسعى لينال رضا الله ورضا والديه أولا، وكلما كان الإنسان بسيطا بسط لنفسه الكثير وان كان معقدا فلن يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وغلب عليه البحث عن رضا نفسه أولا ثم غيره او نفسه فقط.
وأخيرا، لا بد لنا بين الحين والآخر من أن نراجع انفسنا ونبحث عن أسرار سعادتنا ولماذا رضينا عن أنفسنا وأصبحنا سعداء؟ فقد نغير آراءنا حين نكتشف بانها مجرد وهم يحجب عنا حقيقة انفسنا وان الرضا الذي شعرنا به كان مزيفا فنستطيع حينها أن نتغير لنصبح سعداء كل حسب مقدرته على مراجعة نفسه ليساعدها ويهذبها ولا نجد بيننا من يستطيع أن يرضى عن نفسه دون تفكير بل نجد من يسعى لينال رضا خالقه ورضا والديه ثم رضا نفسه وعلاقاته.