«لبنان».. «لب» العاشق، و«بنان» الفنان، غناؤه فيروز، وماؤه صحة، وفاكهته صفا، ونسيمه «غطيطه»... لبنان الروشة، لبنان الجبل، لبنان القمم، أرض الشهامة والكرام، «لبنان الستينيات وما قبل» كما عرفته، قبل أن تكثر شوائبه وتتلوث بقاعه، لبنان كان ملاذا لكل خائف، وسكنا لكل طريد، قلبه كبير يحتضن كل من يلجأ له لا يدقق ولا يمحص في هوياتهم أو أهوائهم، تكاثروا فيه واندمجوا لكن الأصالة اللبنانية أبت أن تجري بدمائهم، رغم نجاحهم بالتكيف الشكلي وبالمظهر، هؤلاء تسلقوا بوسائلهم وقطفوا ثمار الصنوبر، وقتلوا الناطور، وتحكموا بالحقول، حرقوا شجر التفاح والخوخ، وزرعوا الفتن والحشيش، وفرقوا بين اللبناني وأخيه وجاره وشريكه، حتى يصفو لهم الجو، وأهل لبنان الطيبون (مطولين بالهم) صبروا ثم صبروا حتى انصهرت أكبادهم، وانصهر معها مكونات الشعب اللبناني المسيحي والمسلم والدرزي بكل تفرعاتهم، وانفجر بركان لبناني أصيل يقذف بحممه معاقل خصومه، ويحرق بنيرانه أرشيف وقراطيس الخطب الرنانة، ويدفن تحت رماده مستنقعات الفساد، ومقالب القمامة، بركان يهتف «كلن، كلن» إنه مخاض لولادة لبنان جديد، لبنان العروبة، سويسرا الشرق، أرض النقاهة والجمال، روضة العشاق، كنوز العلم والأدب، مركز المال والأعمال، هذه هي لبنان التي فقدناها، ستعود بإذن الله أجمل وأجمل، وتحتضن أبناء العروبة، وستشتم رائحة المسك والعنبر، وتبتعد عن «نافخ الكير» الذي حرق فستانها الأبيض الحرير.
ادعوا للبنان ليسترد عافيته ويعود «لبنان الأصيل» كما نعرفه. حفظ الله لبنان أرضا وشعبا.
[email protected]