مواطن كويتي يسمع ويقرأ ويرى ما يحدث في وطنه، وتحت غطاء حكومته، ورقابة مجلس أمته، وفي حراسة شرطة بلده، وكل المنظومة العسكرية بوطنه، تذمر وشكاوى يرددها رواد دواوين الكويت، يسمعون عن مختلف أنواع الفساد الغريبة على مسامعهم، فساد ينخر بجسد بلدهم، ويُتفنن في سرقة أمواله، سهولة في الاختلاسات، تزوير وتزييف، ونصب واحتيال، واسطات جو - أرض تخترق وتدمر القوانين والقرارات، دول تغزونا بجيوش جرارة، وشعوب تحتلنا بزيارة وإقامة، ودول جعلت من وطننا سلة قمامة، ترسل لنا الأراذل والحثالة، أصبح وطننا مدرسة مجانية لهم في كل المهن، وأصبحت ممتلكاتنا أجهزة وأدوات للتعلم فيها وكسب الخبرات، ولا تعويض ان تلفت (والعوض على الله)، لا نشعر بوطن يحمي أبناءه، بل نشعر بسفارات تهيمن.
كان لنا وطن في سنوات الخمسينات والستينات، كانت اللجان تشكل لاختيار من نستضيف من أطباء ومهندسين ومدرسين وغيرهم، أما اليوم فقد فرضوا علينا (ورضخنا) بأن نحدد العدد فقط ونترك الاختيار لبلد المصدّر، الذي لا يفرّط بأصحاب الخبرة الممتازة، بل يرسل المتواضعين ليكتسبوا الخبرة فينا، ونحن الضحية، أصبحت أرضنا تذبل، ومرافقنا تتحلل، ومشاريعنا تمرض ويطول علاجها، وتصبح تراثا، نرى ونقرأ ونقارن فنجد تكاليف مشاريعنا بأسعار لا يصدقها عقل، وبزمن لا يكفيها دهر، عقود غير ملزمة، وتنفيذ غير مطابق، ومخالفات معفاة من الغرامة (لأجل عين تهان مليون عين).
زبدة القول: لم أجد مواطناً كويتياً راضياً عن إدارة البلد من تشريع ورقابة وتنفيذ وغير ذلك، بصراحه نشعر بالحسرة والألم حين نرى مرافق حساسة بالدولة لا تخلو من وافد، أين رجال الكويت، مدارسنا النظامية تخرّج منذ أكثر من مائة عام، ألا يخرج منهم خبراء ومستشارون؟!... (رحمك الله يا قابوس حين استدعى كل العمانيين العاملين في الكويت وجعلهم فجأة مسؤولين ومديرين وخبراء ومستشارين، مؤهلهم الوحيد الولاء لعمان فقط، لذلك لا تزوير ولا رشاوى).
نريد وقفة مع النفس، نريد هزة لنصحو من غفلتنا، نريد أن نستعد لليوم الذي لا ينفع النفط فيه ولا الغاز، ولا بيع فيه ولا شراء، عندها سترون الجحود ممن أكرمتموهم، استعدوا لذلك اليوم، اجعلوا ما يخرج من تحت الأرض منافع للناس على الأرض، ومصادر رزق يقتات الشعب به، النفط لن يدوم، والموارد تقل، والأفواه تزداد، والبلد بأرضها ومناخها طاردة للبشر، وشعبها اختلف عما كان عند انشائها، إما بالتجنيس، وإما بعد التعود على الرفاهية، لابد من الاستعداد لذلك اليوم والاعتماد (بعد الله) على النوايا الحسنه في التدبير والتخطيط، افتحوا صفحة جديدة.
[email protected]