لبنان توأم الكويت، وكل منهما مرآة للآخر، هذا الكلام ليس عاطفيا أو للمواساة، بل حقيقة وواقع، عودوا إلى نشأة كل منهما، وانظروا إلى مساحة كل منهما، واستشعروا الأطماع بهما، ولاحظوا سقف الديموقراطية وحرية الكلمة، ودققوا في تركيبة الشعبين بهما والتركيبة الطبقية، هل استوعبنا ما فعله المال بنا؟ هل استوعبنا أن من يدعي الأخوة والصداقة ما هو إلا ألد أعدائنا، حتى وإن كان ذا صلة رحم؟ لبنان أصابه اجتياح، والكويت أصابها غزو، والمؤامرات عليهما متعددة ودائمة (والمتشابهات كثيرة جدا)، ولنتخطاها إلى آخر غزو يعاني منه كلانا.. إنه «غزو الفساد» الذي هبط علينا بالطائرات، إنه أشد شرا وفتكا من غيره، دمر النفوس قبل الأبدان، وسحق الشعوب والأوطان، وكفّر بشرائع الأديان.
أثناء مشاهدتي التلفاز رأيت شباب لبنان الأوفياء وبأيديهم مكانس لإزالة آثار الدمار في الشوارع، وكأنهم يمسحون دموع وطنهم ويستشعرون ألمه.
نعم نحن بحاجة إلى مكانس وليس إلى سلاح لنكنس الفساد ونطهر البلاد، سلاحنا الوطنية والولاء.
ما حصل في بيروت قد حصل، لكن المطلوب هو كشف الحقائق للشعب، بداية من مسرحية توقيف السفينة «رودس» ومعرفة من اشترى واستورد حمولتها (2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم سريعة الاشتعال) وتمثيلية الحجز القضائي عليها لتقف في مرفأ بيروت، ثم تفرغ في مخازن المرفأ (أين من اشترى، ومن تحمل تكاليف الشحن؟.. أليست موزمبيق؟ لماذا لم تطالب بها ما دامت هي بحاجة اليها؟!).
إن قوانين جميع موانئ العالم تفرض على المستورد إذا تأخر في تسلم بضاعته رسوم أرضية، وبعد مرور سنة واحدة تباع البضاعة بالمزاد العلني، فكيف ببضاعة شديدة الخطورة تترك لمدة 6 سنوات دون أن تطبق عليها قوانين الجمارك؟! (لكن اللبيب بالإشارة يفهم)، هذا التكتيك المحكم لا ترسمه إلا استخبارات دول أو مافيا متمرسة، وطبعا خلال 6 سنوات يتم سحب كميات على دفعات حسب الحاجة، وحين تبقى من الكمية 300 طن وخوفا من المحاسبة وكشف الحقيقة تم حرق المخازن حتى لا تعرف المسروقات، وربما أوعز السارق المستفيد إلى حارس المستودع (الجاهل) بإبرام الحريق لتطمس آثار السرقة ويكون الحارس المتواطئ أول الضحايا ويموت سره معه، إنها الجريمة المنظمة. حفظ الله لبنان وشعبه من شر الأشرار ومصاصي الدماء والدولار.
وكما قلت: «لبنان والكويت متشابهان بالأحداث» ما أصاب لبنان بالأمس القريب أخشى أن يحصل في الكويت بأسلوب آخر، وما أصاب حمد الجوعان رحمه الله وعبدالله النيباري ليس عنا ببعيد!
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، لذا أذكر الحكومة، و«الذكرى تنفع المؤمنين» بقول الله عز وجل:
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).
[email protected]