أبهذه السرعة نفقد عاداتنا وتقاليدنا؟! أبهذا الحقد نحرق أعرافنا وأطباعنا! نزداد علما وشهادات، ونخسر أخلاقا وعادات! كبارنا لهم الحشمة والوقار، وقائدنا له السمع والطاعة.
منذ أيام تم التوقيع على موضوع المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة، الموضوع انتهى، شرح من شرح، وتفلسف من تفلسف، (للأمانة هذا الاتفاق لا افهم فيه شيئا، ولا أحب الخوض فيه، لأن له رجاله المتخصصين، المحبين والمخلصين لوطنهم).
لكن ما آلمني وزرع الخوف في قلبي على وطني، المساس بعهد توارثناه أبا عن جد، وأعراف وأطباع أصيلة هي مكون أساسي من شخصية الكويتي وسلوكه العروبي الاسلامي، إن الاسلوب العقيم والسلوك البهيم، لمن انتقد «الاختيار»، اختيار سمو أمير البلاد، والمسؤول الاول في الدولة، لأي شخص كان (مواطنا أو غير مواطن) يجد فيه مصلحة للوطن، فهذا حق مشروع، ودستوري له، أما الاعتراض، لمجرد الانتقاد أو حاجة في نفس صاحبها، أو قصد له به مآرب أخرى، فلينتبه.
إن كان انتقادا شخصيا «لعراب» هذا الاتفاق، فهذا ليس ميدانه، فقد تجاوزتم حدودكم، هذا الموضوع الحساس، والحرج، لا يجب أن يخوض به العامة، دون علم وأدب، فإن كان خصوم رئيس مجلس الأمة الكويتي تفننوا بالفجور في الخصومة، لدرجة أنهم تجاوزوا حدود الموضوع، وتطاولوا على العادات والاعراف، التي هي أصل كل القوانين،
شريعتنا الاسلامية تفرض علينا أن نختار أميرا ليقود القوم، ويحمل الامانة، ويصون المسؤولية، وحقه علينا السمع والطاعة، كذلك له الحق في اختيار من يراه كفؤا لمشاركته المسؤولية مهما كان هذا الشخص (أميرا أو غفيرا) لا اعتراض على اختياره، وربما يكون لكل مهمة ظروفها في اختيار مختلف، وحسب التكتيك والمنهج والاسلوب الذي يراه سمو الأمير، أما ما نسمعه من هجوم على اختيارات سمو الأمير فهذا شق لعصا الطاعة، ونكث للعهد بيننا، فلا تتداولوا كلمات المتفلسفين بما يقولون حول توزيع مهام السلطات الثلاث ونصوص القوانين الجامدة، مصلحة الوطن فوق كل القوانين والاعتبارات، ولسمو الامير رغبات ربما تكون أحد مصادر التشريع، فحين يكلف سمو الامير شخصا، لمهمة ما، فثقوا أن هذا الشخص هو مفتاح لهذه المهمة، لا يهم من يكون، أو ما هو موقعه، يكفي ان سمو الامير توسم فيه الفراسة والحكمة وكما نقول (مكان النفس).
لست هنا مدافعا عن السيد رئيس مجلس الأمة، لكني مدافع عن الأخلاق والعادات والأعراف الأصيلة التي ترعرع عليها أهل الكويت الذين حين يضعون مسؤولية القيادة بيد أميرهم لا تسمع لهم همزا أو لمزا، فالمسؤولية لا تتجزأ، والثقة لا تعطى إلا لأصحابها، فالشخص الذي كلفه سمو الأمير حفظه الله، كان قد اختاره الشعب من قبل، واختاره نواب الشعب رئيسا لمجلس الأمة الكويتي (وتذكروا أن تكليف سمو الأمير له لو تعلمون ذكاء من القيادة ليبعد الحرج عن موقع رئاسة الحكومة)
أقول لمن يتصيد في الماء العكر «إن كنتم تأكلون التمر، فالقيادة تعد الطعام (النوى)»
حفظ الله الكويت وشعبها وسمو الأمير وأطال الله في عمره، وحفظ الله عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا فهي الحصن الحصين لعلاقة بعضنا ببعض وبوطننا.
[email protected]