لا إله إلا الله وحده، هو الحي الذي لا يموت.
ودّع الدنيا أحد سلاطين الحكمة، والقيادة الرشيدة، إنه جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، نرجو الله وندعوه أن تستبشر الجنة بقدومه، نشهد أنه حمل الأمانة، وأدى الرسالة، فكان حكمه عدلا، وعهده أمنا وأمانا واستقرارا، وكان فأله نعمة ورخاء، لقد أفنى عمره لعمان وشعبها، ووهب لهما صحته وعافيته، وكان للجميع أبا.. وقائدا.. وقدوة، وجعل «بفضل من الله» لعمان وأهلها مكانة بين الأمم، كيف ننساك وكل ما تراه أعيننا يذكرنا بك؟ وكل نسمة عطر تفوح تذكرنا بمجلسك، كنت لنا بحرا من الحكمة والعلم، ننهل منه دروسا وعبرا، كيف ننسى من جعل العمل في حياتنا إخلاصا للوطن، والدقة والإتقان سلوكا عمانيا، والأمانة والإخلاص صفة لأهل عمان، زرعت يا فقيدنا الغالي جلالة السلطان قابوس، قيما وأخلاقا، فحصدت أجود الأرزاق، وجنت عمان شعبا طيب الأعراق، إن كنت قد رحلت إلى جوار الرحمن، فإن عملك لم ينقطع، فأبناؤك من شعب الخليج يدعون لك، وأعمالك الخيرية جارية، فاختيارك لجلالة السلطان هيثم هو استمرارا لقيادتك الفذة الحكيمة، وهو خير خلف لخير سلف، أعانه الله على حمل الأمانة، وسدد خطاه في درب السلامة، وجعل حكمه عهد رخاء وازدهار، وأمن وأمان واستقرار، وحفظ الله عمان من كيد الأشرار، إنه سميع مجيب الدعاء.
ما يربط الكويت وشعبها بعمان فمن سالف الدهر كانت بنادر وموانئ مسقط ومطرح وصلالة ومضيق هرمز بجباله وجزره، محطات تجارية وواحات تموين واستراحة لأجدادنا بحارة السفر عبر المحيطات، كم سمعنا منهم عن طيب عمان وأهلها، وشهدنا بالماضي القريب طيب معشرهم، عندما شاركونا ببناء نهضة الكويت، شاركونا وشاركناهم، باليسر والعسر، ذكريات وانطباعات لن ننساها ما حيينا، بارك الله لعمان بهذا الشعب، وبارك الله للكويتيين بحبهم لعمان وأهلها.
[email protected]