في ميزان عواطفنا الوطنية، وأخلاق أهل الكويت وشيمهم، تتثاقل كفة الشكر والامتنان، والحب والتقدير، لكل من اسهم ولو بكلمة في تميز المجتمع الكويتي بمتانة نسيجه الاجتماعي الوطني، وحرصه على تجديد وتقوية أركانه، «فسبحان الله» حتى شهر فبراير أصبح كالهرمون في أجسادنا يزيد من تدفق الشعور الوطني وحلاوة حب الوطن وأهله في قلوبنا، الأمثلة كثيرة لكني سأدلل ببعض العلامات المنيرة.
لا شك ان سلوك ومنهج الحكومات شيء وسلوك وأخلاق الشعوب شيء آخر، فالدولة تحكمها دساتير، وتشريعات صماء، وقوانين حادة، من صنع أهل القانون، تلطفها «روح القانون» أما الشعوب فدستورها الألفة، والمحبة والعاطفة ولنسمها «قانون الأرواح» كيف؟ كما يقول الشاعر:
حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن جرت
في لفظه لغة السماء
نحن «الشعب» تترسب أحداث وطننا في عقولنا وقلوبنا، ونقوم بتصنيفها، وأرشفتها، وحفظها، لكننا نخالف الطبيعة فلا ردة فعل لنا على اي حدث، إلا بعد ان يطفح الكيل، أو بعد فوات الأوان، خصوصا الأحداث التي يفخر بها أبطالها، لا نذكرهم ولا نشكرهم ولا نقدرهم إلا بعد وفاتهم، رغم ان ذلك حقهم ان يكون في حياتهم.
شاهدت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (الواتساب) الى إحدى بنات الكويت (وحسبة ابنتي) زينب بوشهري وهي تتحدث بحرقة ودموع على ما تراه وتسمعه من أقوال وتصرفات بعض من ينطق اللهجة الكويتية، هذه الأقوال التي تمزق نسيجنا الوطني، وتبذر الفتن والقلاقل، أقوال وتصرفات دخيلة على مجتمعنا. أشاهد زينب وهي تبكي من حرقة خوفها على الكويت وأهله إذا سمعوا وصدقوا أقوال المغرضين، أقول لابنتي زينب اطمئني «إن الله معنا» ما دام أهل الكويت أهل تقوى وإحسان وأعمال خير وصلاح يقول الحق: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) فاطمئني وقري عينا، فلن يضيع الله بلدا تعتاش من خيراته أمم كثيره، وأهله أهل كرم وإحسان.
وأيضا «بوشهري».. كلمة حق يجب أن تصله، إنه معالي وزير الكهرباء المستقيل «م.محمد بوشهري» إن كانت الديموقراطية وأحكام القوانين والسياسة لها موازينها ودروبها، فللشعب ميزانه، نعم عملت وأبدعت، وتدرجت بالسلك الوظيفي حتى وصلت القمة، فإن شعرت بقسوة الديموقراطية وقوانينها، فأهل الكويت لن ينسوا ما قدمته في خدمتهم أثناء عملك بوزارة الكهرباء وغيرها، فصورتك ناصعة في قلوبهم، لقد كفيت ووفيت، فلك كل التقدير والاحترام، ولك في تاريخ الكويت سطور مضيئة، ومثلما كان اعتزازك بالديموقراطية في وطنك كان احترامك في تطبيق بنودها على نفسك وهذا قمة الولاء والتضحية بارك الله فيكم.
وأيضا لا أنسى الوزيرة السابقة جنان بوشهري فقد كان لها أثر طيب في مسيرة التنمية في وطني وتركت في قلوب أهل الكويت ذكرى طيبة لا تنسى، رغم قساوة النظام الديموقراطي الذي ارتضيناه لحياتنا، والذي حرمنا من م. محمد بوشهري، وجنان بوشهري.
ولا أنسى د.غدير أسيري فلها من أهلها أهل الكويت التحية والتقدير وأعيد وأكرر إذا كانت الديموقراطية والسياسة لها قول.. فنحن شعب الكويت لنا قول أيضا، فأنتم أبناؤنا نفخر ونعتز بكم ونشكركم على عطائكم في أي موقع، وتذكروا أن شعب الكويت شعب وفي وكريم لا ينسى الأوفياء من أبنائه.
م.محمد بوشهري، م.جنان بوشهري، السيدة زينب بوشهري، د.غدير أسيري أسعد الله أيامكم عشتم للكويت وعاشت الكويت لنا.
[email protected]