- الشطي: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم القنوت في الصلاة عند النوازل
- نايف: التضرع والذكر والدعاء تدفع العلل ومن أعظم الأدوية الطبيعية
- الجميعة: مشروع عند وجود سببه فإذا زال السبب ترك القنوت
قال الله تعالى: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ).
والفزع إلى الصلاة عند وقوع البلاء من سنن الأنبياء، وقد شرع للمسلمين الصلاة والدعاء لرفع البلاء والوباء فهل القنوت في الصلاة يصرف فيروس كورونا؟ وهل التضرع والدعاء يرفعان البلاء؟ هذا ما يوضحه لنا العلماء.
يقول د.بسام الشطي: الدعاء سبب مهم جدا ومؤثر ويغير كثيرا وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يلتجئ الى ربه في كل شيء حتى في الغزوات وفي الأمراض والحزن وحتى في تصليح شراك نعله. فهذا سبب مهم في الحياة، ومن الناس من إذا أقسم على الله أبره. وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» وقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اصرفه الى كذا وكذا وأجابه ربه.
وأكد د.الشطي ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم القنوت في الصلاة عند النوازل العارضة التي تحل بعموم المسلمين وذلك كانتشار الأوبئة والأمراض وحدوث المجاعات، قال الإمام النووي ـ رحمه الله: «الصحيح المشهور انه إن نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر في المسلمين ونحو ذلك قنتوا في جميع الصلوات المكتوبة» وقال ـ رحمه الله ـ أيضا: «قوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة» وفي رواية «فصلوا حتى يفرج الله عنكم» أي بادروا بالصلاة وأسرعوا إليها حتى يزول عنكم هذا العارض.
أمر مشروع
وأضاف د.محمد نايف: القنوت في الصلاة عمل مشروع ومستحب والدليل قوله صلى الله عليه وسلم في الكسوف: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا» قال ابن دقيق (وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور) وأمرنا الله في حال نزول الضر والمرض التضرع الى الله تعالى والدعاء، وقال تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون).
وقال الإمام ابن القيم: «ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله والتوبة».
وأكد أن هذه الأمور لها التأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية.
عند وجود السبب
ويضيف د.جلوي الجميعة إن القنوت مشروع عند وجود سببه (وهو النازلة بالمسلمين)، فإذا زال السبب ترك القنوت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت لما زال سببه بقدوم من قنت لهم، قال ابن القيم في «زاد المعاد»: إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على آخرين، ثم تركه لما قدم من دعا لهم وتخلصوا من الأسر وأسلم من دعا عليهم وجاءوا تائبين، فكان قنوته لعارض، فلما زال ترك القنوت.
وأكد د.الجميعة أن القنوت والدعاء في الصلوات بسبب النوازل سنة نبوية وهو في اصله طلب من الله تعالى ان يفرج عن المسلمين ما هم فيه من نازلة وشدة، وفي ذلك تعلم وتربية نبوية للفرد والمجتمع والأمة على الالتجاء والتضرع الى الله عزّ وجلّ وبخاصة في الشدائد والابتلاءات التي تنزل بالمسلمين في اي بلد، وهو ليس قاصرا على مكان دون مكان، ومن ثم ففي القنوت عند النوازل ايضا اظهار لوحدة الأمة الإسلامية وإعلان للأخوة والتناصر بين المسلمين جميعا، قال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة - الحجرات: 10) وفي الحديث: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
اقرا ايضا