تغير الزمن ولم تتغير معه الكثير من الأشياء، بل لازمها الكم الأكبر من الوقاحة، فقد كان الناس عند مخاطبتهم لعضو المنطقة يقدمون الطلب العام على الطلب الشخصي، وان كان هناك طلب شخصي يكون بالمعقول ودون تراكم للطلبات المستمرة دون خجل وكأن هذا العضو خاص برجل واحد أو ببيت واحد فقط، فليس من المعقول أن يطالب أحد ما العضو حاليا بمنصب في إحدى الوزارات، وفي نفس الوقت يريد أن يكون عضوا معينا في مجلس إدارة إحدى الجمعيات - المحال بعض أعضائه للنيابة - ويوجه هذا الطلب للعضو الآخر في المنطقة دون علم الأول ولا يخجل أيضا بالإلحاح مطالبا بمبلغ مالي من (المعازيب) كدعم له وتحسين ظروفه المعيشية كهبة خاصة بمعية العضو طبعا، والمشكلة أنه يقدم نفسه كمعارض يمتلك وجهة نظر ونفس وطني حر وهو في نفس الوقت ضد التيار المعارض بكل شيء!
والمصيبة الأكبر أنه يريد المشاركة في الانتخابات الفرعية - التي سيحلف يمينا انه لم يشارك فيها!، وهو في الوقت نفسه مستعد ان ينسحب منها بمقابل مادي غير مرتفع!، (انت مين؟) (انت عاوز ايه؟)، حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فلا عقل له.
عزيزي الناشط، عزيزي مؤسس المواقع الوهمية، عزيزي عضو المستقبل، عزيزي (أقوى واحد بالعالم) عزيزي محور الكون، اعلم أن الكل يعلم من أنت، والقليل منهم من يهتم بوضعك فلا أجمل من أن تحدد مهمتك و(تعقل) وتختار لك موقفا، واعلم ان الرجل بلا مروءة كالدابة بلا سيد وإن للمروءة خوارم من استهان بها ضعف قدره واهتزت قيمته.. وانكى الرجال من أحصاها عددا وبذل لها مددا دون حياء، يقول الشاعر مدغم ابو شيبة في وصف الرجال:والله ما يكبر في عيون الرجاجيل
الا مواقيف الرجال العظيمة
ولا الردي دايم ردي مثل ما قيل
الراس ادمي والي تشيله بهيمه
عنز على الله ثم على صفوة الجيل
الطيب الطيب يا مال الغنيمة
[email protected]