استأنفت قوات الاحتلال اجراءاتها الاستفزازية الرامية إلى تهويد القدس المحتلة بالتدريج، وهدمت امس منزلا في حي سويح ومحلا تجاريا في حي البستان، وذلك مع انتهاء المهلة المحددة لهدم 17 عقارا في ضاحية سلوان بالقدس المحتلة، فيما اعتبرته الخارجية الفلسطينية والجامعة العربية حملة تهويدا وتطهيرا عرقيا.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أكدت هدم طواقم بلدية الاحتلال، برفقة قوات أمنية، شقة سكنية تقع في الطابق الثالث من بناية سكنية في حي سويح تعود للمقدسي فضل العباسي، وتبلغ مساحتها 60 مترا مربعا، بعد أن أخلت المتواجدين فيها بالقوة، وهم 4 أفراد بينهم طفلان.
وأضافت، أن البلدية داهمت الشقة السكنية وقامت بهدمها دون سابق إنذار، رغم أن المحكمة حددت جلسة للنظر في اعتراض العائلة على اخطار هدم منزلها خلال الفترة القادمة.
وكانت قوات الاحتلال أصابت عدة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرين بحالات اختناق ورضوض، صباح أمس خلال المواجهات التي اندلعت في حي البستان ببلدة سلوان بمدينة القدس، خلال هدمها لمنشأة تجارية.
وهدمت جرافة رافقتها الشرطة الإسرائيلية محل جزارة مملوك للفلسطيني حربي رجبي في حي البستان المطل على المسجد الأقصى المبارك.
وخصصت سلطات الاحتلال الأرض لإقامة حديقة ومبان عامة، وزعمت أن المنازل والمتاجر بنيت بشكل غير قانوني، لكن سكان المنازل المقدسيين يؤكدون انهم يسكنون فيها منذ عقود متهمين سلطات الاحتلال بالتمييز في منح رخص البناء.
وزعم نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينج إن «نحو 20» مبنى في سلوان تلقت أوامر بالهدم. وادعى بحسب «رويترز» بأن هناك نحو 60 مبنى آخرا مخالفا للقانون، ما يعني انها مهددة بالهدم وترحيل سكانها ايضا.
ويقول فلسطينيون في سلوان إن من شبه المستحيل الحصول على تصاريح بناء ويرون أن الهدم هدفه طردهم من القدس.
وقال مسعفون فلسطينيون إن 13 شخصا أصيبوا في اعتداءات للشرطة الاسرائيلية امس، في سلوان. وادعت الشرطة إن ضابطين أصيبا بالحجارة وإنها اعتقلت ثلاثة أشخاص بسبب الإخلال بالنظام والاعتداء.
وفي السياق، نددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بجريمة هدم المنازل والمنشآت التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ببلدة سلوان، معتبرة أنها امتداد لعملية التطهير العرقي واسعة النطاق ضد المواطنين المقدسيين التي مارستها الحكومات الإسرائيلية السابقة، وتستكملها الحكومة الحالية.
وأضافت الخارجية ـ في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن الهدم إمعان إسرائيلي في تهويد المدينة المقدسة، وتغيير هويتها ومعالمها وفقا لرواية الاحتلال وأطماعه الاستعمارية، ودليل على الوجه الحقيقي لحكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، باعتبارها حكومة استيطان ومستوطنين.
وأدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الهجمات الشرسة الممنهجة التي تنفذها إسرائيل في حي البستان ببلدة سلوان بالقدس المحتلة ضمن سياسة تمييز وفصل عنصري وتطهير عرقي للفلسطينيين في مدينة القدس، بهدف تزوير التاريخ وتهويد المدينة، مشيرة إلى بدء الاحتلال عملية الهدم أولى وحدات من بين 17 وحدة سكنيــة ومنشأة مهددة بالهدم في الحي.
وحذر الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبوعلي، من استمرار تنفيذ مخططات الاقتلاع والتهجير التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل مشاريع الاستيطان والضم والتهويد في سلوان والشيخ جراح وغيرها من المناطق والاحياء الفلسطينية المهددة بالهدم والتهجير.
وحمل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) مسؤولية هذا التصعيد الخطير لإشعال وتوتير الموقف من جديد، ضاربة عرض الحائط بموقف المجتمع الدولي الرافض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس.