كوالالمبور ـ وكالات: صادق البرلمان التايلندي أمس على تنصيب زعيمة حزب «بويا تاي» ينغلوك شيناواترا شقيقة رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناوترا لتصبح بذلك السيدة التايلندية الأولى التي ستشغل منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد رغم حداثة عهدها بالسياسة. وذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن شيناواترا البالغة من العمر (44 عاما) حصلت على 251 صوتا من أصوات أعضاء البرلمان المؤلف من 500 عضو.
وأشار التلفزيون الإخباري إلى أنه يجب أن يصادق ملك تايلند «بهومبيول أدولياديغ» على تعيين شيناواترا رئيسة للوزراء في احتفال متوقع في غضون أيام.
لكن وسائل إعلام تايلندية ذكرت أن ينغلوك فازت بـ 296 صوتا داعما في مجلس النواب لنيلها منصب رئاسة الحكومة. وقد صوت 3 نواب ضدها في حين امتنع 197 نائبا عن التصويت.
وكانت ينغلوك المرشحة الوحيدة للمنصب إذ ان المعارضة لم ترشح أي شخص لترؤس الحكومة. وقال رئيس مجلس النواب سومساك كياتسورانونت في اختتام التصويت إن «السيدة ينغلوك فازت بأكثر من نصف الأصوات وبالتالي أعلن أنها نالت منصب رئيسة الحكومة الجديدة من قبل أعضاء مجلس النواب». وسيقدم سومساك نتائج التصويت للملك لتنصيبها وستبقى ينغلوك حتى ذلك الحين رئيسة حكومة منتخبة.
وحصل حزب «بويا تاي» في الانتخابات البرلمانية الماضية على 265 مقعدا مقابل 160 للحزب الديموقراطي والذي كان يرأسه رئيس الوزراء السابق أبهيسيت فيجاجيفا كما قام حزب «بويا تاي» بتشكيل ائتلاف من خمسة أحزاب ليصبح عدد مقاعد الائتلاف الحاكم 300 مقعد في البرلمان المؤلف من 500 عضو.
وشكلت الانتخابات البرلمانية المحك الرئيسي للحكومة السابقة المدعومة من جانب النخبة في تايلند منذ الاحتجاجات الحاشدة التي نفذها أنصار شيناواترا من ذوي «القمصان الحمراء» العام الماضي ما أصاب العاصمة بانكوك بالشلل وأطلق أخطر أعمال عنف سياسي تشهدها البلاد منذ عقود.
وأعلن رئيس وزراء تايلند «المنتهية ولايته» فيجاجيفا استقالته من رئاسة الحزب الديموقراطي بعد مضي يوم من خسارته في الانتخابات البرلمانية التي شارك فيها أربعون حزبا غير أن المنافسة انحصرت بين الحزب الديموقراطي الحاكم وقتها وحزب «بويا تاي».
ويشكل فوز حزب «بويا تاي» على الحزب الديموقراطي انتصارا ساحقا وصفعة قوية على وجه النخب الحاكمة سابقا والمتمتعين بحصانة الجيش الذي كان له حضور ملحوظ في المشهد السياسي التايلندي، لاسيما في الانقلابات العسكرية التي بلغت 18 انقلابا على مدى الـ 79 عاما الماضية.
وتعهدت شيناواترا إثر فوزها بالانتخابات التي جرت في يوليو الماضي إحياء السياسات الشعبية التي تبناها شقيقها تاكسين من رفع الحد الأدنى للأجور الى تقديم إعانات للمزارعين، حيث يمثل أصحاب القمصان الحمراء الموالية لتاكسين فئة الفقراء والمناطق الريفية والنخب التقليدية.
ويحتفل أصحاب القمصان الحمراء بفوز مرشحتهم شيناواترا بالانتخابات البرلمانية في حين يتوقع العديد من المحللين عودة شقيقها تاكسين الى تايلند بعد سنوات من إبعاده في منفاه الاختياري تجنبا لتنفيذ حكم صدر بالسجن في حقه بناء على اتهامات بالفساد واختلاس الأموال بعد الانقلاب الذي قام به الجيش التايلندي عليه في عام 2006. وسيطر تاكسين رغم إبعاده على الساحة السياسية في تايلند، حيث يحظى بشعبية واسعة بين الناخبين في المناطق الريفية الذين يكنون الامتنان لسياساته خلال وجوده في السلطة لتوفيره الرعاية الصحية ومشروعات لدعم ذوي الدخل المحدود ولكن في الوقت نفسه تعتبره النخبة الحاكمة في ذلك الوقت سياسيا فاسدا ونازعا إلى الاستبداد ومهددا للملكية.