بيروت ـ عمر حبنجر
قرر مجلس الوزراء في اجتماعه في السراي الحكومي برئاسة الرئيس حسان دياب إعادة اللبنانيين العالقين في المغتربات والجامعات الأجنبية وفق توصية اللجنة الصحية لمكافحة كورونا، التي ترى إجراء فحصين للراغبين في العودة، الأول قبل الصعود الى الطائرة في البلد الموبوء والثاني بعد النزول من الطائرة في مطار رفيق الحريري الدولي، على ألا يكون المصاب مع غير المصاب في طائرة واحدة.
وناقش المجلس مستجدات التعبئة العامة والشأن الاجتماعي في ضوء تخطي المواطنين لإجراءات «التعبئة» في طرابلس وبيروت وحي السلم في الضاحية الجنوبية وصيدا والنبطية وصور، في مواجهة البطالة وتصاعد الأسعار واختفاء الدولار من الأسواق، ما حمل الاتحاد العمالي العام على المطالبة الفورية بإنشاء «صندوق البطالة»، ودعا وزارة العمل الى وقفة ضمير، سائلا عن سلال المواد الغذائية والتنظيفية الموعودة.
وكانت حكومة دياب خصصت 75 مليار ليرة لتوزع كمواد غذائية عينية على من تعطلت أعمالهم بسبب التعبئة العامة وحظر التجول، لكن الخلاف على مرجعية التوزيع: هيئة الإغاثة العليا التابعة لرئاسة الحكومة كما يرى الرئيس دياب ام وزارة الشؤون الاجتماعية المعنية بالامر كما طالب آخرون وبينهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ما أفضى الى التريث في المباشرة بالتوزيع، علما ان العديد من الجمعيات الأهلية والبلديات قامت بالواجب في نطاقها الضيق غالبا.
وبالنسبة لعداد فيروس العصر «كورونا»، ارتفع في لبنان الى 463، اي بزيادة 17 اصابة عن اليوم السابق، اما الوفيات فقد زادت واحدا، وهو رجل خمسيني كان قيد المعالجة في مستشفى سيدة المعونات في جبيل، بحيث اصبح العدد 12، وغادر المستشفيات نحو 30 شخصا بعد ثبوت شفائهم.
اما المغتربون والطلاب الدارسون في الخارج الذين كانت قضيتهم محور جلسة مجلس الوزراء امس، فقد قدر وزير الخارجية ناصيف حتي ان ما يزيد على 20 الفا سجلوا اسماءهم للعودة، وهم بين مغترب وطالب، وقال لقناة «الجديد» انه يتولى التنسيق مع السفارات لتأمين العودة الآمنة لهم، كاشفا عن تحضير أطقم طبية لبنانية لمرافقة الطائرات وفحص العائدين قبل الصعود الى الطائرة وبعد نزولهم بالمطار وصولا الى المحجر الذي على كل منهم تمضية أسبوعين فيه.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان 12 الفا من اصل طالبي العودة هم من مغتربي افريقيا مقابل الف طلب من الدول العربية الخليجية والباقون من الدول الأوروبية.
ومن باريس، تحدث سفير لبنان رامي عدوان مشيرا الى صعوبات الحصول على أدوات فحص الفيروس، ما جعل الأطقم الطبية تعطي الأولوية للمواطنين الفرنسيين، كما قال لإذاعة «لبنان الحر».
وفي إسبانيا، اشارت سفيرة لبنان هالة كيروز الى تدهور الاوضاع الصحية ان لجهة الاصابات او الوفيات، وقالت في تصريح متلفز ان في اسبانيا 15 لبنانيا، وقد ظهرت الاعراض على اربعة طلاب، ثلاثة اجتازوا الخطر بمساعدة اطباء لبنانيين والرابع حالته حرجة.
على الصعيد السياسي، غابت التعيينات في مصرف لبنان المركزي عن جلسة مجلس الوزراء امس، ويبدو انها رُحِلت الى جلسة الغد في بعبدا، في ظل توجه جديد يعمل عليه حزب الله بين حليفيه المختلفين، جبران باسيل وسليمان فرنجية، ويقضي باختيار اسماء جديدة لنيابة الحاكم المركزي وللجنة المراقبة على المصارف ومفوض الحكومة الذي سيكون ـ بحسب المحاصصة ـ من حصة رئيس الجمهورية.
أوساط رؤساء الحكومة السابقين أعربت عن ارتياحها لأصداء البيان الذي صدر عن الرؤساء سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام الذين يعكسون وجهة نظر البيئة السُنية، ويقول المفكر الإسلامي د.رضوان السيد لموقع «أساس» الإلكتروني أن العودة الى المعادلة الوطنية في لبنان تتطلب ثلاث نقاط خلاصتها: مواجهة حزب الله دون مواربة انطلاقا من حكم المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مايو المقبل، وإسقاط الأوهام حول جدوى حكومة حسان دياب، واعلان وفاة العهد الحالي من دون «كورونا».