طارق عرابي
قال أمين سر اتحاد العقاريين قيس الغانم، إن التسويق الالكتروني قد لا يكون له تأثير على السوق الكويتي على المدى القريب أو المتوسط، خاصة في ظل وجود شريحة كبيرة من الأسواق المركزية الشعبية وغيرها من المحال البسيطة التي لا يمكنها أن تعتمد على التسويق الالكتروني في عملها لأسباب عديدة.
وأضاف في تصريح خاص لـ «الأنباء» أن طبيعة وثقافة المجتمع الكويتي تختلف عن ثقافة المجتمعات الأوروبية، فالمواطن الكويتي مازال يفضل التسوق من خلال المجمعات التجارية والأسواق المركزية التي تعتبر متنفسا له خاصة في أوقات الصيف التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ما يجعل المجمعات التجارية ملاذا جاذبا لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين يلجأون لقضاء جل أوقاتهم فيها للاستمتاع بخدمات المطاعم والمقاهي والمحال التجارية المنتشرة بين أرجائها.
وأكد الغانم أن الشركات التي تلجأ إلى التسويق الإلكتروني عادة ما تكون شركات كبيرة لماركات مشهورة، كما أن هذه الشركات عادة ما تكون لديها مخازن كبيرة ومنتجات ضخمة ونظم برمجية خاصة لتسويق هذه المنتجات، ومنها على سبيل المثال «أمازون» التي تدير مخازن بحجم ملعب لكرة القدم، ولديها منتجات بالآلاف إلى جانب عمالة بالمئات أو الآلاف أيضا.
وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على مستقبل التسوق الالكتروني في الكويت، وذلك لحين الانتهاء من أزمة فيروس كورونا الحالي، ومن ثم تقدير الاضرار التي تعرضت لها الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة جراء تلك الأزمة، خاصة أن الاقبال على تأجير المحال في المجمعات التجارية لم ينقطع، بدليل أن نسبة الاشغال في مجمع الأفنيوز فاقت الـ 95%، كما أن الاقبال على التأجير في المرحلة الثانية من مول 360 والتي تم افتتاحها في فبراير الماضي أي قبل الجائحة بأيام، كانت مرتفعة جدا كذلك.
وبينما اقر الغانم بأن التسويق الالكتروني أثر على شركات كبيرة في أوروبا، وعلى متاجر ضخمة مثل «هارودز» في بريطانيا، إلا أنه قال إن الوضع في الكويت مختلف تماما، خاصة أن الكويت لديها نحو 4 ملايين وافد نصفهم إن لم يكن أكثرهم من العمالة البسيطة والخدم الذين يعتمدون في تسوقهم على الأسواق الشعبية والمحال العادية التي لا تعتمد في عملها على التكنولوجيا الحديثة على الإطلاق.