- لو أراد القذافي أن يهرب بملياراته إلى أي مكان لوجد متكأ وحسني مبارك إلى آخر لحظة يطلب منه وزير خارجية أبوظبي أن يأتي إلى قصره وصدام حسين إلى آخر لحظة وقبل الضربة الجوية بساعات يطلب منه حسني مبارك أن يطلع خارج العراق لكن لابد أن يتحقق «نزع» الملك
- هناك أطروحات تقول إن الإخوان انتقلوا من مشروع التنظيم إلى مشروع الدولة وأنا أقول: هذا غلط فالدولة مشروع وللإخوان مشروع إصلاحي اجتماعي اقتصادي قيمي أخلاقي وحتى سياسي
- نترحم على عمر سليمان وما سمعته من خالد مشعل أن سليمان كان يدير المفاوضات مع إسرائيل باحتراف ومتمرس ويبقى أنه كان خاضعاً لسياسة دولة
- واضعو السياسة الأميركية يرون أنه وحسب تطور المجتمعات فإن حكم الفرد ليس فيه ضمان في التعهدات والتحالفات معها
- قلت إن من يدعم نظام بشار الأسد سواء في داخل الكويت أو خارجها فهو شريك له في قتل وذبح الشعب السوري وسيحاسبهم الله على هؤلاء
- أُكبر في صاحب السمو الشفافية الدستورية التي أبداها سموه عندما حل مجلس 2009 ودعا لانتخابات جديدة لأنه كان ينظر بنظر المسؤول
- الإخوان منذ بدأوا من الإمام البنا إلى اليوم قراراتهم ليست فردية ولكنها شورية
- علي عبدالله صالح كان يرقص على الثعابين يذهب لأميركا ويقول «عندي القاعدة» وهو الذي يفتح خزائن الأسلحة للقاعدة وسلم قواعد عسكرية كاملة لها في حضرموت
- أميركا قررت إزالة حسني مبارك منذ زمن ولكنه خوَّفهم بالإخوان وتراجعوا وعادوا ووضعوا بيضهم في سلته لكن مبارك وصل إلى توريث ابنه
- الاقتصاد المصري في اواخر عهد مبارك كان منهاراً ويتطلب 100 سنة قادمة حتى تسدد مصر ديونها للبنك الدولي
أجرى الحوار: أسامة أبوالسعود
في الحلقة الثالثة والأخيرة من لقاء منظر إخوان الكويت فضيلة الشيخ د.جاسم مهلهل الياسين تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا المحلية والدولية كان في مقدمتها فتواه بإقامة حد السكر على النائب السابق محمد الجويهل وتعزيره بسارية العلم، مشددا على أن الجويهل أهان أكبر مؤسسة في البلد وهي المؤسسة التشريعية والرقابية وتساءل الشيخ الياسين «كيف سيشرع ويراقب أمور الناس وهو في حالة سكر، ونفى الياسين أن تكون هناك أي أموال من إخوان الكويت لدعم الإخوان في مصر»، حيث قال «الإخوان في مصر ليسوا بحاجة إلى دعم إخوان الكويت ولا الإمارات ومعظم إخوان مصر من الأثرياء في أميركا وأوروبا والسعودية والكويت لأنهم خرجوا أساتذة ومفكرين وعلماء ولم يخرجوا عمالا». وأشار إلى انه كتب رسالة إلى المرشد العام بأن مهمة الإخوان اليوم هي نفس مهمتهم التاريخية ولكنها في أجواء أسهل من الأجواء السابقة، وكذلك مهمة حزب النور والجماعة الاسلامية. ووصف د.الياسين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بأنه كان يرقص على الثعابين، حيث يذهب لأميركا ويقول «عندي القاعدة»، وهو الذي يفتح خزائن الأسلحة للقاعدة وسلم قواعد عسكرية كاملة لها في حضرموت ويذهب لإيران ويقول ان السعودية تدعم الإخوان المسلمين الذين يحاربون الزيود وهم امتدادكم الشيعي ويذهب للسعودية بنفس الكلام عن الحوثيين وخطرهم على السعودية ويأخذ المال من الجميع، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
وهذا الذي أدى فيما بعد لغضب الكثيرين من موقف الإخوان المؤيد لصدام حسن في غزو الكويت وخاصة إخوان مصر وسورية والأردن والسودان وغيرها؟
٭ الكلام في التاريخ يختلف عن الكلام في الصحف، فالكلام في التاريخ يحتاج إلى تحقيق، فموقف الإخوان ثابت وواضح ومعلن، ففي مصر مثلا لا يوجد بيان يؤيد صدام حسين، وكذلك موقف الإخوان في السودان، وهذا موقف إخوان السودان ولكن الترابي زار صدام وقال «أنا زرت صدام لأقول له انسحب من الكويت»، وفي غزة ان كانت قد خرجت مظاهرة لتأييد لصدام فقد خرجت مظاهرة أخرى ضد صدام.
وفي اليمن خرجت مظاهرة لتأييد لصدام، لأن صدام كان لديه تواجد في هذه الدول كحزب البعث واستخدام القومية العربية وخرج من حرب مع إيران وعنده مال اشترى به صحافة كاملة في مصر وغيرها.
وكوبونات النفط أيضا
٭ نعم وهذا واضح وكشفت الأسماء، وخاصة في مصر، فحتى أيام الحصار كانت هناك رشاوى للأميركان.
إذن فالاطلاق بهذه الصورة هو إطلاق مجاف للحقيقة، وإذا أردنا المواقف التاريخية بشكل مجرد فأتمنى أن تقوم به مؤسسة بحثية محترمة، وتخرج البيانات كلها وتقول: ان هذا هو التاريخ، وهذه هي مواقف الإخوان هنا وهناك.
فالشيخ مناع القطان ـ يرحمه الله ـ يعتبر من الجيل الأول من أيام الإمام البنا ـ يرحمه الله ـ وجاء إلى السعودية وكان يعتبر الرمز الاول الاسلامي في السعودية وصاحب الكلمة المسموعة في تنظيم الإخوان المسلمين، وكتب الشيخ مناع كتابا عن الباطل الذي عليه صدام حسين والباطل على من أيده ولو بكلمة وحتى ولو بعدم الإنكار لما أجرمه صدام، وهذا كتاب من أجمل الكتب من رمز كبير مصري سعودي.
دعم إخوان مصر
يشار أيضا الى ان هناك دعما من إخوان الخليج وتحديدا إخوان الكويت لإخوان مصر خلال فترة الانتخابات، وهذا الدعم بالملايين وربما بالمليارات، فما حقيقة هذا الدعم؟
٭ تقديم دعم مالي لإخوان مصر فيما اعرف ومن خلال معلوماتي وفيما يتعلق بي شخصيا فأنا أنفي هذا الأمر نفيا قاطعا كاملا، ولا أعرف إذا كان هناك احد قدم دعما أو أنشأ مشاريع خيرية أو غير ذلك، وأنا ليس كل شيء أعرفه، وما أؤكد عليه وأعرفه شخصيا انه لا يوجد درهم واحد دفع لإخوان مصر.
ثانيا: الإخوان في مصر ليسوا بحاجه إلى دعم إخوان الكويت ولا الإمارات، فإخوان الإمارات لم يعد لديهم ما يطعمون أبناءهم ولا يدفعوا إيجاراتهم بعدما سجنوا وقطعت رواتبهم، وقلنا ونعيد بأن ما يحدث مع إخوان الإمارات مسألة أمنية «ممجوجة» وعبث خصوصا في هذا الوقت، ربما كان هذا الكلام مقبولا في الخمسينيات.
والإمارات ـ إن شاء الله فها خير وبركة ـ ولكن لا أعرف أين ستتجه هذه المنظومة الأمنية في الإمارات فهم «مرتزقة» سواء من أهل الإمارات أو الذين جاءوا من مصر أو غيرها، هؤلاء مرتزقة.
والمرتزقة دائما ـ مثلما حدث مع القذافي وقتل شعبه بمرتزقة من صربيا وغيرها.
تقصد المنظومة الأمنية في الإمارات تقوم على مرتزقة؟
٭ نعم طبعا، وخاصة المصريين أو الذين يتعاطفون معهم، فالشعب الإماراتي قبلي عائلي وشعب طيب وليس بينهم تاريخ دموي، وهذا الساحل كله كان يسمى ساحل عمان، وكان القواسم يحكمون فيه، والإمارات الى السبعينيات كانت مستشفياتها تبنيها الكويت، وهم شعب بسيط.
وإعطاء الإماراتيين هذه الصورة وصراع مع الإخوان وتصريحات ضاحي خلفان، هذا إعطاء حق لمن لا يستحق «شنو خلفان بالنسبة لحركة الإخوان؟!» في النهاية شرطي.
ونرجع ثانية الى دعم إخوان الكويت والخليج لإخوان مصر، فهذا أمر غير صحيح لأن إخوان مصر ليسوا بحاجة الى دعم.
فالمصريون في أميركا وأوروبا والسعودية والكويت وغيرها أثرياء لأنهم خرجوا مفكرين ولم يخرجوا عمالا، فالهنود والبنغال خرجوا عمالا، أتت بهم الشركات الانجليزية فبرمنغهام بها أكثر من مليون ونصف المليون من اليمنيين كلهم عمال في مصانع السيارات والبنغال نفس الشيء والهنود كذلك.
ولكن الإخوان أخرجهم النظام وكلهم أساتذة وعلماء وخبراء وليسوا عمالا، فالمصريون الإخوان في الخارج ليسوا بحاجة لأنهم أثرياء، وأيضا الإخوان في الداخل كان منهم أثرياء بل وباشوات والآن سيزيد الانضمام للإخوان من الطبقات المثقفة والأثرياء.
والإخوان لم يكسبوا بكثرة مال، ولكن لأن الناس كانت أمام فسطاطين، فسطاط للنظام القديم وفسطاط الثورة، حتى ان كثيرا ممن أعطوا الإخوان لا يحبون الإخوان، ولكنهم رأوا انه يمكن ان يتداولوا السلطة مع الإخوان، ولكن إذا حكم الفلول فسينتهي تداول السلطة.
الإخوان حزب وطني جديد
ولكن هناك مخاوف في مصر من أن يصبح الإخوان «حزبا وطنيا» جديدا ولا يتركوا السلطة ولا يسمحوا بتداولها بعد وصولهم لكرسي الحكم، بالرغم من تراجع شعبيتهم وفوز د.مرسي بشق الأنفس وبفارق ضئيل عن شفيق، وأيضا مواقفهم السابقة وما شابها من نقض للعهود بعدم تقديم مرشح رئاسي وانقلابهم على الثورة ثم العودة اليها، وما يوصفون به من التفاوض السري أو اللعب تحت الطاولة وغيرها من الأوصاف التي لصقت بالإخوان في الفترة الماضية؟
٭ هذه العبارات كلها قيلت وقت الانتخابات وفوز د.مرسي بنسبة 51.85% مقابل شفيق بسبب تجنيد كل من مع النظام منذ 70 سنة وكل من له مصلحة في إرجاع النظام مع شفيق ويجند أيضا كل من له موقف مخالف للنظام فالنسبة تصل الى ذلك.
ولا أريد ان أتحدث عن تزوير أو ما قيل لان هذا من الخطأ ان نخوض فيه لأنه يحتاج الى يقين، وأيضا هناك من اعتزلوا المشاركة السياسية لامع شفيق ولا مع الإخوان، وهناك فريق رابع قال: أنا مش معني بمين ينجح أصلا وهؤلاء من هم «تحت الترعة».
وهذه الانتخابات لم تكن مقياسا، وليس هناك تذبذب في مواقف الإخوان، نعم هم قالوا لن نقدم مرشحا في الرئاسة وكانوا صادقين، فحينما ناقش مجلس الشورى هذا الأمر ـ في ذلك الوقت ـ اتخذ هذا الموقف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في موضوع الايمان «إذا أقسم أحدكم على شيء ورأى الذي هو أفضل فليؤد الذي هو أفضل وليكفر عن يمينه».
فهذه مؤسسات شورية، والإخوان منذ بدأوا من الإمام البنا الى اليوم قراراتهم ليست فردية، ولكنها شورية، تبقى هذه الشورى فيها طبيعة البشر وفيها ضغوط البشر لكن في النهاية الغالب الآلية آلية شورية، وأيضا اليوم الشعب المصري ليس هو الشعب قبل ثورة 25 يناير.
والإخوان ليس لديهم الآلة العسكرية التي يقمعون بها وليس لديهم الجهاز الأمني الذي كان يضم 5 ملايين ويستخدم ضد الشعب وإنما لديهم نظام تشاوري وبرلماني.
وأتمنى اليوم ان يعدل الدستور المصري ليعطي لمجلس الشعب قوة كما كان للرئيس قوة، وليكون نظاما مختلطا رئاسيا برلمانيا، وهذا ما يناسب المصريين.
ولا أتصور ان الإخوان سيستولون على النظام وأيضا لا يهمهم ذلك.
دور المرشد القادم
السؤال الذي يطرح نفسه إذا كان لدينا رئيس منتخب في مصر فما هو دور المرشد العام الآن ومستقبلا وأيضا تشابك العلاقة بين الرئاسة والجماعة كيف تنظر لها؟
أرى ان مشروع الدولة يختلف عن مشروع التنظيم، صحيح ان هناك أطروحات تقول ان الإخوان انتقلوا من مشروع التنظيم الى مشروع الدولة، وأنا أقول: هذا غلط، فالدولة مشروع وللإخوان مشروع، فمشروع الإخوان مشروع إصلاحي اجتماعي اقتصادي قيمي أخلاقي وحتى سياسي أي يصلحون مشروع الدولة السياسي حتى ولو كان الرئيس من الإخوان في يوم من الايام ـ وطبعا حينما أصبح رئيسا قدم استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة ـ وان كان البعض يشكك في ذلك ولكننا نقول انه لا يوجد أي خداع.
ونأخذ مثالا هنا لتوضيح الأمر من السودان فحينما تسلم الترابي السلطة كان لديه تنظيم الإخوان المسلمين وانتقل بعد تنظيم الإخوان الى الجبهة وصار تشابك بين الجبهة والإخوان المسلمين ثم في المرحلة الثالثة أصبح هناك فقط الجبهة وألغى الإخوان المسلمين ثم ألغى الجبهة وأصبحت الدولة.
لكن الإخوان المسلمين في مصر غير ذلك، وأنا كتبت رسالة الى المرشد العام ان مهمة الإخوان اليوم هي نفس المهمة التاريخية ولكنها في أجواء أسهل من الأجواء السابقة وكذلك مهمة حزب النور والجماعة الإسلامية.
وهنا نعود الى استقالة الرئيس مرسي من حزب الحرية والعدالة والمرشد قال له عبارة جميلة «حينما كان عضوا في الإخوان بايعني والآن وهو رئيس دولة فأنا أبايعه»، ويجب على مؤسسات المجتمع المدني ان تبايع الرئيس سواء بيعة ضمنية أو شكلية.
ويبقى مشروع النهضة فهو ليس مشروع الإخوان ولكنه مشروع كل مصري ومن يقرأه من أوله الى آخره لا علاقة له بالإخوان ولا توجد كلمة في المشروع عن الإخوان المسلمين.
فهو مشروع نهضة للأمة شارك فيه المصري الفلاح، وشارك فيه المصري العالم في وكالة ناسا، وشارك فيه المصريون بكافة ثقافاتهم الأستاذ الاكاديمي والطبيب والمدرس وغيرهم من فئات الشعب.
وحينما طرح د.مرسي مشروع النهضة طرحه كرئيس مصر، وهو مشروع الرئيس وليس مشروع الجماعة ولا حزب الحرية والعدالة، والرئيس عرضه كغيره من المرشحين في الانتخابات الرئاسية والناس أيدته.
برأيك لماذا وافقت الولايات المتحدة الأميركية بهذه السهولة على تغيير الأنظمة في المنطقة، مع ان التغيير هو في صالح الإخوان المسلمين دون غيرهم حتى الآن؟
٭ أيام بوش الابن كان هناك كاتب اسمه دانييل وهو يعتبر رقم 1 من 10 كتاب الذين تقرأ مقالاتهم الاسبوعية في السياسة الأميركية أي أن رأيه مؤثر جدا، ودانييل كتب مقالا حينما كانت تدعو أميركا لفرض الديموقراطيات في الشرق الاوسط أيام بوش الابن وكلنا يعلم ذلك، وقال دانييل ـ ويرجع البعض أصوله الى انه يهودي ولكنه ذكي ـ «نصيحتي للسياسة الأميركية ولبوش ان عليه ان يؤخر المشروع الديموقراطي الى ان تطمئن الى ان المشروع الديموقراطي سيأتي بالعلمانيين».
وقال ان دليل ذلك ان الانتخابات في العراق جاءت بالإسلاميين ـ بغض النظر سواء كانوا سنة أو شيعة ـ والانتخابات في فلسطين جاءت بحماس وهم ارهابيون، والانتخابات في مصر مع التزوير فاز فيها 88 من الإخوان المسلمين وفي الكويت فاز الإسلاميون وكذلك انتخابات البلديات والشورى في السعودية، وكذلك أيضا الوضع في البحرين».
وتساءل الكاتب الأميركي عن السياسة الخارجية لبلاده قائلا: الى اين تذهبون؟، فمشروع الشرق الاوسط الكبير وفرض الديموقراطية سيأتي بالإسلاميين الى الحكم في الدول العربية.
وأتصور ان «الدهاقنة» أو ما يسمون بكبار واضعي السياسات في أميركا ـ وليس بينهم أوباما لأنه حزبي ومن يرسم السياسات العامة للدولة يهيئ له الصفاء الذهني والبعد عن الإثارة والاعلام حتى يستطيع رسم السياسة في بلادهم ـ وهؤلاء يرون انه وحسب تطور المجتمعات فإن حكم الفرد ليس فيه ضمان في التعهدات والتحالفات.
وأميركا تريد استقرارا في المنطقة ولا تريد من يبيعها ويشتريها، فهذا «الخبيث» علي عبدالله صالح كان يرقص على الثعابين ـ كما يقولون ـ فكان يذهب لأميركا ويقول «عندي القاعدة»، وهو الذي يفتح خزائن الاسلحة للقاعدة، وفي حضرموت سلمت قواعد عسكرية كاملة للقاعدة.
وعلي عبدالله صالح كان يضرب على هذا الحبل والحبل الآخر والثالث ويأخذ دعما من أميركا من غيرها وكان يذهب لإيران ويقول لها ان المملكة العربية السعودية تدعم الإخوان المسلمين وهم السنة الذين يحاربون «الزيود، أو الزيدية» الذين هم امتدادكم الشيعي يا إيران، ويذهب للسعودية ويقول لهم: ترى الحوثيين ليسوا زيدية، ولكنهم اثنا عشرية وذهبوا الى قم وتعلموا وجاءوا وكونوا حزبا ايرانيا اثنا عشريا وليس زيديا، وهم خطر على المجتمع السعودي واليمني فهم قريبون من السعودية من جهة الجنوب ويمكن ان يتحالفوا مع بعض القبائل وبعض المذاهب في الجنوب، وبذلك يأخذ دعما من السعودية. والشاهد ان هذا النظام الفردي لم يكن صالحا للاستمرار في المحافظة على مصالح أميركا والاتفاق معها، وأميركا مثلا قررت إزالة حسني مبارك منذ زمن لان صلاحيته انتهت، ولكنه خوفهم بالإخوان مع نصائح دانييل وغيره تراجعوا عن ذلك وعادوا ووضعوا بيضهم في سلته.
لكنهم رأوا ان الأمر يتغير فمبارك وصل الى توريث ابنه والاقتصاد المصري منهار ويتطلب 100 سنة قادمة حتى تسدد مصر ديونها للبنك الدولي، وفي المقابل اردوغان في تركيا أصبح الآن يسدد ديون تركيا ويدعم أوروبا المنهارة بالمال.
والنظام في مصر لن يخرج عن المنظومة الأميركية فمثلما هددوا فلان وفلان اللي قبله يمكن لأميركا ان تهدد أي نظام قادم فمثلا قضية ثغرة الدفرسوار ووقف حرب 1973 كانت بضغط أميركي على السادات بان النووي جاهز للقاهرة والطائرات أولها في القاهرة وآخرها في واشنطن، وهذا ما جعل أنور السادات يوقف الحرب وبدأ يتفاوض.
إذن فأميركا لديها آلياتها الكثيرة لخلع أي نظام قادم في مصر أو غيرها ـ إذا أرادوا ذلك ـ ولكنهم يريدون نظاما مستقرا، وهذا النظام يعطيهم استمرارية في العلاقة ويتحاورن مع دولة مؤسسات مثلما يحدث في الكويت مثلا يذهبون لمؤسسة الحكم بقيادة صاحب السمو الأمير يتحاورون معه ويذهبون للبرلمان ويتحاورون معه والتكتل الليبرالي والشعبي والإسلامي وغيرها.
ولذلك السفير الأميركي يزور الديوانيات في رمضان وغير رمضان وكان يأتيني حتى قبل 6 - 7 سنوات منذ قطعت العلاقة في اللقاءات مع الصحافة ـ وهذا أول لقاء منذ 7 سنوات تقريبا ـ وكان يأتي السكرتير ان الأول والثاني والمسؤول السياسي في السفارة الأميركية ويتناقش معي عن العراق وغيرها من الأمور.
فالشاهد ان النظام الشعبي أضمن لأميركا في التعامل المستقبلي من النظام الفردي الذي بدأ ينهار في كل العالم.
قطر والإخوان
يتساءل الكثيرون عن سبب دعم قطر للإخوان في المنطقة وتقديم الدعم الإعلامي - على الأقل - لهم للوصول الى الحكم في دول الربيع العربي؟
٭ قطر بلد صغير بإمكاناته التاريخية والبشرية، وحينما ذهب اليها الحكام الذين خرجوا من السعودية الخليفة والصباح والجلاهمة راحوا الزبارى في قطر لم يجدوا فيها «رزقه» فطلعوا منها الصباح الى الكويت والخليفة الى البحرين وبعدين الجلاهمة راحوا قطر لم يجدوا فيها «رزقه» فعادوا الى البحرين وبعد ذلك استقرت المنطقة.
إذن فقطر ليس لها تاريخ دولي، قطر دولة حديثة واستطاعت ان تتخذ خطوات فعقدت تحالفات مع أميركا وغيرها ودخلت في منظومة الإعلام وأوجدت لها كيانا، فقطر اليوم لها كيان.
وحتى حينما شدت مع المملكة العربية السعودية دخلت في ترتيب وكذلك الأمر مع البحرين لأن بينهم خلافا إلا أنهم وجدوا ان هناك أمرا أكبر من البحرين وقطر فهناك ايران التي تقف على الضفة الثانية من الخليج.
وهي تقدم في ليبيا دعما غير محدود وكذلك في سورية، وهناك ما يمكن وصفه بالتحالف السعودي القطري حول الوضع في سورية ولولا هذا التحالف لتم بيع الأحرار في سورية من زمان. والله سبحانه وتعالى هو الذي جعل لقطر والسعودية هذه المكانة في موضوع سورية.
إذن فقطر لديها رغبة بأن يكون لها تاريخ وعندها مال أحسنت استخدامه في صناعة رمزية لقطر، واستخدمت أدوات العصر وأهمها الإعلام بقنوات الجزيرة ودعمت الثورة في مصر ولكن ليس دعم الإخوان.
وبالعكس فإن هناك كلاما في مصر انا سمعته بأن قطر كانت داعمة أبو الفتوح ثم احمد شفيق.
هل تعتبر ان هناك دورا تنسيقيا اميركيا قطريا تركيا وراء صعود الإخوان في دول الربيع العربي؟
٭ لا احد لديه أدلة في هذا الأمر، فتركيا محكومة بأمور كثيرة ولا تستطيع اتخاذ قرارها، لا يمكن ان ترمي نفسها في منظومة واحدة، أما بالنسبة لأميركا فحتى الآن في سورية تلعب على كل الحبال ويمكن ان تدعم فصائل ضد فصائل وهي مثل الإنسان القوي أو الاخطبوط الذي له أذرع في كل مكان.
ولا يمكن ان نقول ان أميركا تدخل مع قطر وتركيا في منظومة جديدة فأميركا أكبر من هذا كله وتستفيد من كل هذه الأمور التي تحدث في المنطقة لصالحها.
عمر سليمان مفاوض محترف
ننتقل الى قضية أخرى وهي موت اللواء عمر سليمان، ودعوات البعض بعدم الصلاة عليه أصلا؟
٭ أعوذ بالله هذا لا ينبغي، فالإنسان يبقى في أصله مسلما ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويترحم عليه ما لم يعرف منه كفر بواح، ولا يجوز ان يقول احد انه كافر لأنه يعتقد ذلك فهذا من الأمور التي تعم فيها البلوى وأنا لي ان المسلم يبقى في براءته الأصلية.
والحقيقة فيما سمعته من خالد مشعل ان عمر سليمان كان يدير المفاوضات باحتراف ومتمرس وتبقى انه كان خاضعا لسياسة دولة ويجب الا نحمله المسؤولية عن كل شيء.
وفرق بين ان يكون الإنسان مفاوضا ويخضع لسياسة مرسي وان يكون مفاوضا ويخضع لسياسة مبارك وان يفاوض ولا سقف له أو يفاوض وله سقف وسقفان وثلاثة.
ونحن نترحم على عمر سليمان وعلى كل مسلم ونسأل الله ان يدخل الجميع الجنة وان يحسن خاتمتنا وخاتمة كل مسلم، ونحن فرحنا بكثرة أمة محمد وليس بقلة عددها، ولا نفرح بخروج الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن بدخول الناس إليها.
تفلة الجويهل وخلط الدين بالسياسة
ننتقل الى الشأن الداخلي، ونبدأ من فتواكم بإقامة الحد على النائب الجويهل بسبب «تفله» على النائب د.حمد المطر وتعزيره بالتعليق في سارية علم مجلس الأمة، والبعض ردد ان هذه فتوى سياسية، والإخوان دائما يخلطون بين الدين والسياسة فهذا موقف سياسي أو تعد تحت قبة البرلمان ومن حق النائب المطر ان يرد على الجويهل وليس ان تصدر فتوى ورأي شرعي في ذلك والبعض صنفها على انها فزعة لنصرة المطر.
٭ الأمر لم يتعلق قط باسم د.حمد المطر، ولم يتعلق بالإخوان ولكنه يتعلق بحدث، فأنا تأكدت من أكثر من شخص عن الجويهل وهل كان سكرانا أم لا، فرد علي جميعهم ومنهم من ليس من الحركة: بأن هذه ليست أول مرة يدخل الجويهل المجلس سكرانا ولكن هذه المرة كان الأمر فاضحا.
اذن فهذا إعلان عن ارتكاب حد من حدود الله وهو شرب الخمر في مجمع من الناس وعلانية، وأنا أصدر فتوى ولا أصدر حكما فالحكم يصدر من القضاء، فالفتوى في هذا الأمر ان يقام عليه الحد، والأمر هنا لا يتعلق بشخص الجويهل أو غيره وسواء كان سياسيا أو غير سياسي أو برلمانيا أو غير برلماني ولكنه رأي شرعي وحد من حدود الله سواء كان مرتكبه في السوق أو مجلس الأمة أو أي مكان والأمر هنا فاضح مثل شارب الخمر في السوق علانية أو المرأة الزانية الحامل فالأمر لا يحتاج الى شهود أو إثبات فالحمل شاهد، وكذلك الترنح والسكر والرائحة شاهد واذا أخذت عينة من دم الجويهل لأثبتت سكره الواضح.
أما فيما يتعلق بالتعليق بسارية العلم فلأن الجويهل أهان أكبر مؤسسة في البلد وهي المؤسسة التشريعية والرقابية، ورئيسها هو الرجل الثالث في البلد، فالجويهل أساء لهذه المؤسسة، والاساءة متحققة بأمرين متحققين، أولهما ان يدخل المؤسسة التشريعية التي يفترض فيها ان يكون الإنسان في كامل عقله ويدخل وهو في حالة سكر فكيف سيشرع ويراقب أمور الناس، وثانيا: زميل له بغض النظر هو حمد المطر أو غيره، ولكنه زميل له يأتي ويتفل في وجهه وهذه إهانة - وأنا اتصلت بأكثر من شخص وتأكدت من المعلومة.
والأمر الثالث ان هذه الإهانة ليست لحمد المطر ولا للحركة الدستورية ولكنها إهانة لكل برلماني ولكل عضو في البرلمان وللمؤسسة التشريعية، فبالأمس حينما كان مواطنا عاديا خارج البرلمان يمكن ان يشتبك مع غيره باليد أو يسبه ويروح المخفر.
أما ما يحدث تحت قبة البرلمان فهذا ليس فيه عقوبة وانما فيه تعزير، فيكون التعزير - في تصوري - ان يربط في سارية العلم لأن العلم هو رمز للدولة في مؤسسة من أكبر مؤسسات الدولة وتعزير الجويهل في سارية العلم فيه إرجاع لمكانة هذه المؤسسة وفيه إرجاع لمكانة هذا الوطن الذي أهين بتصرفات الجويهل.
فالأمر في تصوري ليس فيه أي تجن ولا اعرف الجويهل أصلا.
ألا تعرف الجويهل من قبل؟
٭ كشخص لا أعرفه ولم التق به من قبل ورأيت صورته مرة بالآيفون، وانا لا اعترض للأشخاص سواء كانوا صالحين أو غير صالحين ليس لي علاقة بذلك، ولكن علاقتي بمؤسسة تشريعية رقابية ويعتبر هذا بيت الأمة وتنعقد فيه جلسة - وليس فارغا من الحضور - ولكن تنعقد فيه جلسة أي يمارس دوره ووظيفته كبرلمان الأمة.
إذن فما أفتيت به هو أمر متسق وما قام به الجويهل ولم أتجن عليه أو أصفه بأي وصف.
ولكنك دعوت دواوين الكويت لعدم انتخابه مرة أخرى؟
٭ نعم، أدعو لأن هذه شهادة والجويهل يمثل منتخبيه وانا لا ارضى ان تنظر لنا شعوب العالم بأن الشعب الكويتي يأتي بعناصر في البرلمان بهذا المستوى.
ولو كان الأمر في بيته أو نفسه فليمارس ما يمارس فأنا ليس لي علاقة، وانا اعرف هذه العلاقة حينما يدخل بوابة مجلس الأمة، ولكن خارج بوابة مجلس الأمة فليس المطلوب مني ان اعرفه.
نواب دعم بشار
ولكنك لم تتحدث فقط عن الجويهل بل انتقدت نواب الكويت الذين قدموا دعما لبشار الأسد، فلماذا انتقدتهم؟
٭ أنا قلت ان أي إنسان سواء أكان نائبا أم تاجرا أم وزيرا - ولم اذكر أسماء - سواء في داخل الكويت أو خارجها يدعم نظام بشار الأسد فهو شريك له في قتل وذبح من ذبح في سورية، فكم قتل في سورية100 ألف فمن يدعم نظام بشار الأسد فهو شريك في قتلهم وسيحاسبه الله على هؤلاء.
لأن هذا الأمر ليس محل اجتهاد لأن هذا شعب يذبح والأمر ليس محل اجتهاد، وانا لم اتعرض لـ «س» أو «ص» ولكنني قلت ان الأمر مطلق سواء كان وزيرا أو نائبا أو عاميا أو زبالا أو أي إنسان فمن يدفع 100 ألف دينار لدعم النظام السوري فهو مجرم وقاتل، والزبال الذي يدفع 5 دنانير للنظام السوري قاتل وشريك.
أخيرا، ماذا عن قضية حكم المحكمة الدستورية وعودة مجلس 2009 ومن ثم حل مجلس الأمة واجراء انتخابات جديدة وما استعدادات الحركة الدستورية لهذه الانتخابات؟
٭ الحقيقة أنا أكبر في صاحب السمو الشفافية الدستورية التي أبداها سموه، فعندما حل المجلس ودعا لانتخابات كان ينظر بنظر المسؤول، فالبلد فيه اضطرابات وتجمعات وسموه مسؤول ويخشى على بلده من يوم القيامة واستخدم حقا من حقوقه، وهو ما يسمى بنظرية «التعسف في استخدام الحق» وهي نظرية استخدمها عمر رضي الله عنه في فتوحات العراق وفي عام الرمادة وانا ذكرت هذا لصاحب السمو الأمير ان هذا من حقك بصرف النظر عن التكييف الدستوري والقانوني الذي تحكم به المحكمة، فهذا قاض يحكم يصيب ويخطئ، فالمحكمة الدستورية تصيب وتخطئ وليس هناك قاض معصوم لا بالدستورية أو بغيرها.
لكن رئيس الدولة منوطة به مسؤولية امن البلد فاستخدامه لحقه لا غبار عليه.
والشفافية الثانية ان سموه استجاب لحكم المحكمة الدستورية وحل المجلس وأعاد المجلس السابق وهذا بالنسبة لرئيس الدولة تعب عليه، لكن سموه يريد ان يكون في دائرة الشفافية.
أما الشفافية الثالثة فان هذه الاجراءات هي نوع من التطمين وان الانتخابات هي قدر من أقدار الله في الكون وان هذا قرار اتخذته الأسرة من ايام الشيخ عبدالله السالم بالديموقراطية والدستور والبرلمان وهي أمور استقرت في الكويت، وتبقى الممارسات تضعف أو تقوى فهذا وارد.
أما الانتخابات والحرية والديموقراطية والبرلمان فهذه أصبحت جزءا من الدستور لا يمكن ان يتغير، وهذا يدل على مدى الشفافية في الكويت.
وتقبل أعضاء مجلس 2012 لحكم المحكمة الدستورية وخضوعهم لقرار الحل أيضا يدل على رقي خاصة انهم صرفوا أموالا طائلة وجهدا كبيرا من أجل الفوز بالمقعد البرلماني للاستمرار لمدة 4 سنوات وليس سنة واحدة أو أقل كما حصل.
تبقى الحركة الدستورية كأي حركة سياسية تدخل المعترك السياسي بكل تقلباته سواء كان هناك ارتياح سياسي واجتماعي وإعلامي والمناخ مؤيد لها أو هناك هجوم سياسي واجتماعي وإعلامي ضدها فعليها ان تدخل المعترك الانتخابي لأنها كيان سياسي سواء فازت بمقعد أو 5 أو لم تفز بأي مقعد.
ولا يقلل من أهميتها السياسية وجود نائب واحد أو عدم وجود نواب أو لديها 5 نواب أو أكثر فقد لا يكون لها نواب ولكن لها وزراء أو ليس هذا ولا ذاك ولكن لها دور في الإصلاح السياسي.
والحركة الدستورية كيان سياسي مطلوب منها القيام بالدور الإصلاحي المجتمعي سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأخلاقي، فهي كيان مثل غيرها من الكيانات السياسية.
إعدام صدام وقتل القذافي ومبارك في القفص
كيف نظرت لهذه اللحظات التاريخية.. إعدام صدام وقتل القذافي ومبارك في القفص؟
٭ هكذا توجهت بالسؤال للعم د.جاسم مهلهل الياسين صمت لحظات ثم رد علي قائلا «استشعرت آيات الله جل وعلا بأن هذا الملك لله سبحانه وتعالى وليس لأحد ملك في هذه الأرض وكلما كان الإنسان يتعامل مع أحداث الحياة من المنظور القرآني، كان ذلك اسعد الى نفسه وأثبت الى إيمانه.
فحينما رأيت هؤلاء يتساقطون رأيت قول الله جل وعلا (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).
وربنا سبحانه وتعالى نزع الملك نزعا من هؤلاء وإلا فلو أراد القذافي ان يهرب بملياراته الى أي مكان وجد متكأ، وحسني مبارك الى آخر لحظة يطلب منه وزير خارجية أبوظبي ان يأتي الى قصره، وصدام حسين الى آخر لحظة وقبل الضربة الجوية بساعات يطلب منه حسني مبارك ان يطلع خارج العراق لكن لا بد ان يتحقق «النزع».
والإنسان يرى هذا الأمر ثم يرى ان افراح المؤمنين بنصرة الحق وزوال الباطل، ولذلك يعيش في هذه الافراح.. غلبت الروم المسلمين وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
ان نظام التدافع متحقق وفي النهاية الغلبة للمؤمنين وان تجبر صدام أو القذافي أو غيرهم.
ففي يوم من الأيام ما تبقى الا ان يقول حسني أو القذافي أو صدام نفس مقولة فرعون (أنا ربكم الأعلى) ولذلك لم تخرج الثورات الا حينما وصلت الأنظمة لهذه الصورة مثل النمرود (أنا أحيي وأميت) فكان القذافي يقول أنا أحيي وأميت وحسني مبارك كان يقول «أنا أحيي وأميت» وكذلك صدام حسين.
إذن فعبارات النمرود وفرعون وصدام هي هي، اذن فلابد من ان تكون الغلبة بعد ذلك للمؤمنين..
والأمر الآخر هو فرحي بأنه لم تكن مني في لحظة من اللحظات - وهذا من توفيق الله - ان أركن الى الذين ظلموا، لأن الله تعالى يقول (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) ولم يمل قلبي في لحظة من اللحظات الى صدام، حتى في اللحظة التي كان صدام يقاتل فيها الايرانيين لم يمل قلبي له.
ولعلي كنت في تلك الأيام من النفر المعدودين في الكويت ضد صدام واتذكر ان جاءتني مجموعة من إخواننا العراقيين من حلبجة لطلب الدعم - أيام الحرب العراقية – الايرانية، واعطيت ما عندي من مبالغ بسيطة - كجانب انساني - قالوا نذهب الى فلان وفلان فرددت عليهم: والله أظن ان الهوى ليس معكم.
وسيقال ما يقول الإعلام العراقي ان هؤلاء مجموعة من الشيعة الاكراد - فردوا ليس عندنا شيعة - وان هؤلاء كانوا يدعمون ايران وتلقوا أموالا من الكويت، ولذلك فأظن انه لن يستجيب لكم وأشرت عليهم بالذهاب الى مجموعة من الضعفاء من أمثالي وان شاء الله أموالهم القليلة ستستطيعون بها شراء بعض احتياجاتكم.
وبفضل الله سبحانه وتعالى في هذا الوقت وجهت لي دعوات كثيرة لحضور مؤتمرات في العراق برعاية صدام وحضوره، وكنت - بفضل الله - ابغض تلك الدعوات وليس اقلبها أو أتردد في الذهاب، بل ابغضها بغضا.
ولذلك حمدت الله انه لم يكن لي في يوم من الأيام ميل لصدام حسين وحزبه، حتى حينما كان ينتصر على الايرانيين وكنت اقول «اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين».
والأمر الثاني وهذا مدون عند بعض الناس وحتى ان بعضهم أصبحوا وزراء فيما بعد، فحينما حدثت الثورة في ليبيا أيام القذافي وكان هناك جمع تواقيع من مساجد الكويت تأييدا للمشروع والحكم الإسلامي الذي طرحه القذافي وجاء بخبراء دستوريين إسلاميين من مصر.
وانا قلت للمجموعة الجالسين وقتها دونوا ان الله سبحانه وتعالى يقول (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وهذا مفسد ولن يصلحه الله سبحانه وتعالى وان جاء بكل مستشاري الدساتير الإسلامية من مصر، فهذا طاغوت.
وهذا من بركات الله وفضل قراءاتنا في كتب السلف - رضوان الله عليهم - شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب والاستاذ سيد قطب لأن الرؤى كانت واضحة.
وأما حسني مبارك لم يكن في قلبي في يوم من الأيام حبا له لكنني كنت انشد ان تتحرك عنده نخوة العرب في دعم إخواننا في غزة، ولكن حينما وضع الجدار العازل قلت ان الرجل ليس فيه خير، فحتى نخوة العرب انتهت، وسيزول كما زال فرعون.
فبفضل الله لم يكن لدي في لحظة من اللحظة أي فتنة بهؤلاء أو بعبد الناصر أو السادات أو بشار وكنت من الأساس اقول لأن والده كافر وكنت أتبرأ حتى من العلماء الذين يناصرونه ويؤيدونه في سورية، أما بشار وأبوه فانا بريء منهم باعتبارهم كفارا أساسا.
وهذا كان سبب فرحي انني لم افتن بأي من هؤلاء وانني عشت فترة المظلوم والظالم ورأيت كيف يسقط الظالم وينتصر الله للمظلوم واسأل الله ان يقبضني اليه غير مفتون.
قلت لمرسي إن خطواتك إلى قصر الرئاسة ما هي إلا نتيجة خطوات سيد قطب إلى حبل المشنقة
٭ خلال اللقاء كشف د.الياسين عن نص رسالته للرئيس المصري د.محمد مرسي حيث قال له «الخطوات التي تخطوها الى قصر الرئاسة ما هي إلا نتيجة للخطوات الشامخة التي خطاها سيد قطب عندما ذهب مع رفقائه وإخوانه الى حبل المشنقة».
وهذه نقطة من 20 نقطة أرسلتها له بعد ان أعلن فوزه وقت صلاة الفجر والاخوة بشروني وكنت خارجا من صلاة الفجر في مسجد الفتح أو الفاتح في محافظة المنيا في مصر وسجدت شكرا لله في الشارع.
حقيقة مصالحتي بين فتحي يكن والمرشد العام
سألت الشيخ د.جاسم المهلهل الياسين عن حقيقة مصالحته بين الشيخ فتحي يكن والمرشد العام للإخوان المسلمين في مصر وانه كان جسر المصالحة بين الجانبين فرد قائلا «الحقيقة ان نسبة الفضل لي بهذه الصورة هي اعطاء حق لا استحقه، وكلام الشيخ يكن - الله يرحمه - من حبه لي وأنا لدي نظيرة في حياتي انه بالود والمحبة والأخوة وإصلاح ذات البين ينتصر هذا الدين».
وكان هناك اتفاق بين رئيس الجماعة الإسلامية والتي تمثل التوجه الإخواني في لبنان الشيخ فتحي يكن ونائبه - آنذاك - الشيخ فيصل مولوي - والذي أصبح رئيس الجماعة الآن _على ملفات واختلاف على ملفات اخرى وكنت اذهب الى لبنان يومين أو ثلاثة أو أكثر انتقل من الشيخ فيصل الى الشيخ يكن - يرحمه الله.
ولأن هذه طبيعة الحياة فالشيخ فتحي يكن هو مؤسس الجماعة الإسلامية في لبنان والشيخ فيصل قائد من قادة الحركة الإسلامية في لبنان واوروبا ولكن دائما الملفات الدعوية والسياسية يصير فيها توافق واختلاف وكنت أسعى لحل الملفات المختلف فيها، وكنا نتناقش فيما بيننا، والحمد لله ان لنا قبولا هنا وهناك.
والشيخ فتحي في آخر فترة كون له كيانا سياسيا وانا فلسفتي ان كيانا صغيرا متآلفا أفضل من كيان كبير مبني على الحقد والصراع وغير ذلك، فوجود هذا الأمر من الاستاذ فتحي اوجد بعض الناس التي تعيش على المشاكل وهذه طبيعتهم.
وبعض الجماعة ذهبوا لفضيلة المرشد وبدأوا كلاما على فتحي يكن بأنه ترك الجماعة وهو المؤسس وغير ذلك، وانا كنت في زيارة للاستاذ المرشد محمد مهدي عاكف أثناء زيارتي لمشروعي هناك، وهذا المشروع أقدمه لمصر التي لديها أفضال على الأمة وهو مشروع علمي فبدأت اوجد حلقات علمية في القرى وانزل بعض القرى واشتري بيتا بـ 5 أو 6 آلاف دينار كويتي من ميراث الوالد أو وصيته ومن بعض الأرحام والأقرباء وأوجد نظاما اسمه «الداعية الصغير» واحفظ الطفل القرآن الكريم واعلمه المتفق عليه بين البخاري ومسلم ومجموعة من الخطب المنبرية المعروفة ومنظومة صغيرة في العقيدة والسيرة والأخلاق وسميتها «الداعية الصغير».
وأصبح لدى حلقات في المساجد سميتها «الربانيون الحقيقة والمنهج» ووضعت لها منهجا كاملا، وطبع المنهج». وذهبت للمرشد وقلت له: «أخشى ان حد يقولك ان الشيخ عاوز يعمل تنظيم من خلال محافظاتكم، فرد علي باسما: ايه ده انا اشك فيك» وهو خطيب مفوه. وأثناء الحديث جاء أمر الشيخ فتحي عرضيا، وقلت له يا فضيلة المرشد الشيخ فتحي له أفضال، فهو مؤسس الحركة الإسلامية في لبنان وهل ينفع ان يتجرأ عليه شوية عيال صغار 20 سنة؟
وأظن ان رسالة منك تطيب خاطر بأن الشيخ فتحي أخ كبير ومؤسس الحركة ورمز كبير، وطبعا انا كنت حاملا لرسالة من الشيخ فتحي لسيادة المرشد وقرأها المرشد وأثنى عليه ثناء كبيرا وقال خلاص: انت وابوالفتوح وشخص ثالث وأفوضكم بالإصلاح بين الشيخ فتحي يكن والشيخ فيصل، فقلت له لا تدخلني في الموضوع - ليس هروبا وانما لأنكم في مصر كيان كبير ولا نريد نحن ان نتسلق على ظهوركم وانا لست طالبا زعامة أو رئاسة.
وحتى الإخوان عرضوا علي ان اذهب والتقي بالرئيس مرسي بعد ان أعلنت النتيجة حيث كنت في القاهرة فقلت لا، أشكركم، فأنا ابن الكويت وصوري مع أمرائي في الكويت من الشيخ جابر والشيخ سعد وسمو الأمير الشيخ صباح والشيخ نواف، فأنا ابن الكويت وأتصور مع أمرائي وانا أدعو لمرسي بالخير واذا كانت عندي نصيحة فسأوجهها له.
اقرأ ايضاً:
الجزء الأول من الحوار.. د.جاسم الياسين: قلب أنظمة الحكم في الخليج لتحقيق الخلافة الإسلامية وَهْمٌ يعيشه ضاحي خلفان
الجزء الثاني من الحوار.. د.جاسم الياسين: حسن نصر الله ظالم لأنه يؤيد بشار بالمال والرجال ويعينه على ذبح شعبه بالسكاكين