الدكتوراه هي رسالة سامية يتميز صاحبها بالفكر والثقافة والأدب، كما أنه يعد من أبرز الأشخاص المهمين في المجتمع، وهذه الدرجة العلمية الرفيعة تصل عندها الرحلة الدراسية الطويلة للباحث، فيتهيأ لبناء مستقبله والمساهمة بشكل فعال في خدمة وطنه وشعبه بالشكل الصحيح.
ومع ذلك نجد للأسف القليل من الدكاترة في بعض الجامعات يتقمص شخصية «الجوكر»، فيتلذذ بتعذيب الطلبة من خلال قواعد وشروط معقدة لا تجدها حتى في الميادين العسكرية، وتجده يطلب من الطلبة المشاركة في أعمال خارجية مبالغ فيها للحصول على الدرجات، ولا يراعي أن الطالب لديه عدة مواد أخرى في الجامعة أو أن تكون هذه الأعمال مكلفة على الطالب، ولا يقبل أي عذر موثّق كالمرضيات أو الظروف الخاصة أو حتى المناسبات الاجتماعية.
وبعض ضحايا مثل هذا الدكتور الجوكر يكون من الطلبة الذين يسعون لتحويل تخصصهم إلى آخر أو ممن شارفوا على التخرج من الجامعة، فيتأخر تخرجهم بسبب العراقيل المفتعلة أمامهم، ومن صفات الدكتور الجوكر أنه عبوس الوجه دائما، وعشق حرف (f)، وكره حرف (A)، ولا يعتذر عن المحاضرة حتى لو وقعت جميع الكوارث الكونية في وقت واحد.
وللانصاف هناك الكثير من أساتذة الجامعات وضعوا بصمة طيبة وغرسوا ذكريات جميلة في نفوس الكثير من الطلبة من خلال تعاونهم مع الطلبة لرسم خارطة النجاح، وكذلك ساهموا في توجيه وتنمية مهارات الطلبة بالشكل الصحيح وزرع القيم والأخلاق الحميدة فيهم، وذلك لأن وظيفة الدكتور لها قيمة أدبية كبيرة في المجتمع.
الخلاصة: قال صلى الله عليه وسلم: «يسّروا ولا تعسروا». وقال أيضا: «من يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة».
نسأل الله تعالى أن يوفق جميع الطلاب والطالبات وأن يعين الدكاترة على حمل هذه الأمانة العظيمة، وكاد المعلم أن يكون رسولا.