بات وباء التطبيع في الآونة الأخيرة ينافس فيروس «كورونا» في الانتشار بين دول العالم خاصة في بعض الدول العربية بينما مازالت القضية الفلسطينية متكئة على عصا سليمان وعلى ما يبدو أن جاريد كوشنر انتهى من صناعة «عجل السامري» ومازالت جامعة الدول العربية تسأل عن لون البقرة!
إن القضية الفلسطينية قضية إسلامية قبل أن تكون قضية عربية، فالمسجد الأقصى لا يقل قدسية عن البيت الحرام ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القبلة الأولى للمسلمين، واليوم يسعى الكيان الصهيوني إلى تطبيع العلاقات بكل المجالات مع الدول العربية والإسلامية عن طريق غراب السلام «كوشنر» مستشار رئيس الولايات الأميركية دونالد ترامب وبمباركته.
التطبيع ليس كمل يخيل إلينا انه تبادل تجاري أو غيره من الأمور التافهة، التطبيع يعني إضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني والاعتراف بدولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتراف بأن القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني وهو ما يعني «تهويد وتدنيس» المقدسات الإسلامية ومصافحة يد قذرة تلطخت بدماء الفلسطينيين الأحرار وحرق المسجد الأقصى وغيرها من الجرائم التي لا يكفيها مقال واحد لكن ستبقى فلسطين للفلسطينيين والمسجد الأقصى للمسلمين ولو اعترف العالم كله بالكيان الغاشم.
ومما يدعو إلى الفخر والاعتزاز موقف الكويت الراسخ والمشرف ضد التطبيع وضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في جميع المحافل السياسية والمؤتمرات العالمية، وأيضا سن القوانين التي تجرم التطبيع بمختلف أنواعه مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالأمس وقع 41 نائبا في مجلس الأمة على بيان يؤكد أن موقف الكويت ثابت ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية.
وفي الختام نستذكر مقولة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله «الكويت ستكون آخر دولة تطبع مع إسرائيل».