بقلم: علي القلاف
أتذكر جيدا الحوارات المطولة التي جمعتني بالأخ علي التويجري رئيس نقابة العاملين بديوان الخدمة المدنية وقبله الأخ أنور الداهوم حول الطريقة المثلى لتفعيل دور أي نقابة في سبيل انتصارها لحقوق العاملين في الجهة التي تمثلها وعلى قاعدة من الفهم السليم لطبيعة الحقوق التي يجب على أي نقابة عمالية مخلصة أن تجتهد قدر استطاعتها لنيلها والأهم من ذلك قدرة النقابيين على الإثبات لأنفسهم وقبل الجميع أنهم يمتلكون الحد الأدنى من القدرات التي تؤهلهم للوفاء بالتزاماتهم التي تعهدوا بها، تفعيلا لدورهم وصونا لحقوق العاملين، ولا شك أنك أشعرت العاملين على الأقل بأن لديهم نقابة وهذا يحسب لك. ولكن تمعن في التكتيك الذي انتهجه سلفك الكريم حتى تستخلص الفارق بأن الموضوع من الأساس هو مشروع سياسي لا علاقة له بتفعيل الدور النقابي وفقا للأسس والغايات التي تأسست عليها.
لذلك أعتقد أنه آن الأوان لتذكيركم بنفيكم المستمر لأي نية لتسخير دور النقابة لمصالح وأغراض سياسية وبشكل أدق نفيكم الدائم لأي نية لاستخدام النقابة للتلميع السياسي أو الانضواء تحت لواء ما يسمى بالمعارضة أو أي طرف من اطراف الصراع أو الخصومة السياسية، وها نحن اليوم نشهد ما تم نفيه واقعا على الأرض من خلال وثيقة ضياع البلد التي وردت نقابتكم ضمن قائمة الموقعين عليها، لذلك وجب علي كأحد المنتسبين لتلك النقابة والتي كنت أحد مؤسسيها أن أعيد النصح والتذكير لإيماني بأن الاخوة أعضاء مجلس إدارة النقابة الحالية وإن كانت غير منتخبة هم اخوة ألتمس فيهم الخير والصلاح لكنهم ومن حيث لا يعلمون قد ساهموا بإهدار حقوق العاملين وقضاياهم المستحقة عبر انشغالهم بقضايا لا علاقة لها إلا بطموح البعض في البروز وتسجيل حضورهم في الصفوف الأمامية حتى وإن كان ذلك على حساب ما تأسست النقابات من أجله.
أخي العزيز علي التويجري، عندما كنت ألفت انتباهك وبشكل مستمر إلى أن التعامل النقابي مع أي قيادة إدارية يجب أن يتسم بالحكمة وإثارة قضايا حقيقية لا تتسم بالشخصانية هو الحل الأمثل لتفعيل دوركم النقابي كان الدافع من ورائه هو يقيني بأن الأسلحة التي تعتقد انها ستوفر لك انتصارا حاسما في اي قضية تثيرها يقابلها عند الطرف الآخر دفاعات وتحصينات تم مراجعتها 100 مرة فقط لسد أي ثغرة قد تثير حفيظة النقابة أو تساهم بحالة عامة من تهكم الموظفين، ولذلك اقترحت عليك مرارا، انك ان كنت تريد حقا تفعيل دورك ودور النقابة فإن ذلك لن يكون عبر بوابة المواقف السياسية وإنما من خلال قراءة فاحصة وعميقة لنهج القيادات في الإدارة والأسس التي تبني عليها أي قرار تلتمس فيه أي اختراق للقانون أو تجاوز على حقوق ومكتسبات العاملين، الأمر الذي يدعوك الى النظر الى المشهد كاملا وليس اعتماد اللقطة الأخيرة منه، فالقيادات المتمرسة تستطيع أن تقرأ إمكانياتك وحدودها ومن ثم تعد العدة للتعامل معك على هذا الأساس.
فانتبه لأن القادم يلزمك أن تعيد النظر بطريقة وشكل وأهداف النقابة التي تترأسها وعلى قاعدة من الفهم الواضح إلا أن إثارة أي موضوع تقدر أو تتيقن أنه تعسف من جانب الإدارة أو تعد على حق أي عامل في الجهة تتطلب منك أن تعيد تقييم الموقف وتبني مواجهتك الرصينة والحازمة تجاه الإدارة وعلى أسس واعتبارات أشمل، لا أن تسخر طاقتك لخدمة من هم خارج أسوار الديوان عبر انقياد النقابة وتسييرها وفق أهواء هذا الطرف السياسي أو ذاك، لذلك أنت تحيد تلقائيا ولكن بإرادة غيرك عن أهدافك التي طالما شرحتها وأسهبت، فهل تقبل قناعاتك ان توقع على شيء أجبرت وعبر الترهيب بأنه سيكون لك حساب عسير إن لم توقع عليه، حتى اذا كان موقفا مستحقا من وجهة نظرك أقحمت فيه حقوق العمال حتى تبرر تصرفك بالمشاركة التي أجبرت عليها أصلا؟ فموظفات وموظفو الديوان من المنتسبين يستحقون أن يعاملوا بطريقة أرقى تتعدى وبمراحل النظرة إليهم على أنهم مجموعة ممن يسددون اشتراك الدينارين، احترموا عقولنا يا الربع وترانا نمون عليكم.
[email protected]