شاب بمقتبل العشرين تلاحقه مشاعر مغلوطة عن ذاته حيث انه نشأ في بيت مفكك فدوما تصحبه نظرة الشقاء ومشاعر الحزن التي أبعدته عن السعادة، تعدى كل الأزمات وحين انتهت بقي في أثرها لم يعرف كيف يخرج من هذا الصراع لأنه تأقلم وتكيف مع الألم بصورة سلبية حيث أوجد حول نفسه شرنقة شعارات مثالية، كان يقسو على نفسه يريد ان يصل لما فوق قدرتها وهذا انعكس بالطبع على نتائجه فكانت دوما عكسية.
راجعني في العيادة أتى وألقى التحية كان جديا لدرجة أفقدته الوعي بما فيه فكان يختصر المواضيع يزم على شفتيه ويقول: أعاني من عدم قدرة على التأقلم مع أي وضع جديد، اشرح لي كيف تتفاعل معه أجاب: أهرب منه قدر المستطاع وأدفن نفسي بين كتب الجامعة وأقسو عليها أحيانا لكني دوما أشعر بعدم الارتياح في الحالتين.
حين سألته عن علاقته بوالديه اشتاط غضبا وقال: أبي هو السبب لقد كان يعاملنا بقسوة لم يشعرنا يوما بالأمان كان يصدر الأوامر دون حتى فرصة ان يسمع منا ولا نجد سوى السمع والطاعة عن رفض داخلي مما يحدث صراعا وقهرا نفسيا عادة ما أواجهه بالانزواء بعيدا عن كل شيء.
بعض الشخصيات وخصوصا من ساهم الوالدان في إضعافها تخرج للمجتمع إما ناقمة أو منتقمة تجد لنفسها الأعذار المحبطة بسرعة تتخلف عن أي نقطة تقدم تعودت على قلة الحيلة ومشاعر فقيرة عن ذاتها والحياة، ونصيحتي لكل من انكسر مجدافه في يوم ان يبحر من البداية ويتوقف عن اللوم، ان يضع نهجا جديدا والا يحيل أسباب فشله للآخرين، خذوا منصة المواجهة وليس الهجوم، ابقوا على اتصال مع الذات افهموا صوتكم الداخلي لا تحاولوا إخراسه اجعلوا من كل موقف أداة تعلم جديدة لا تبقوا بنفسية المنهزمين حتى لا تجدوا أنفسكم دون أي تجديد ولا بوضعية الناقمين اول ما ترون السلبيات والعيوب.
من المهم ان نعرف كيف نفكر الا نجعل فكرنا في نفس السيناريو والأفكار القديمة امسح كل فكرة ساهمت في خلق شخصك الآن وفكر بشيء مفيد تستمد منه الشجاعة ومهما طغى الفكر القديم مع تركيزك على الجديد فستجد ان صوته بدأ يخفت حتى يتلاشى.
القلق والخوف مشاعر طبيعية لكن طريقة تعاملنا مع الذات هي التي تجعلها مشاعر صحية أو غير سوية، أول خطوة للبناء تكون على مراحل لكن الهدم لا يستغرق سوى خطوة واحدة.
ابن شخصيتك مهما كان نظر من حولك فيك، تسلح بالمعرفة الصحيحة لنفسك، لا تعرفها فقط وقت ضعفك اعرفها أيضا وقت قوتك واجعل جزءا من تكوينها التطور في كل شيء فالتقدم لا يحرق المراحل بل يجعل لها طريقا واضحا.
بناتنا، شبابنا، بعضكم قد نشأ في ظروف قد لا تساعده في ان يكون الشخص الذي يريد لكن انتم الآن في مرحلة خيار إما الاستمرار بنفس هذا الشخص أو صنع شخص جديد يؤمن بعدم وجود كلمة مستحيل، يسهم في صناعة أي بناء، يختار ان يكون كما يريد الآن فيخلق له نفسا جديدا وروح حرة من أي تصنيف.
@Dr_ghaziotaibi