نستطيع أن نقدم حلولا فورية لمشاكلنا اليومية، لكن هل هذا الحل له فعالية تمكنك من إيجاد وسيلة حقيقية لوضع حد للمشكلة المعنية؟
الجميع يرى ضرورة الاحتراز والوقاية من الأضرار لكن هل فكرنا في كيفية التعامل ونحن وسط التأثير الحقيقي للمشكلة؟ تفادينا لها ليس حلا، قد تجد راحة لكنها وقتية تزداد آثارها السلبية بعد ان تجد المشكلة صارت أكبر من الحلول الموجودة، وهذا ما يفسر تخاذل البعض أو شعوره بالضعف فليس بيوم وليلة ستجد المشكلة اختفت.
حين نشعر بالذعر لا بد ان يكون أول تعامل لنا في المشكلة هو المواجهة بهدوء ومن ثم محاولة إيجاد نقطة نتكأ عليها لنستطيع النظر إليها دون انفعالات.
فمثلا تجربة الطلاق قد تؤسس ردة فعل ومخاوف تلقائية من فكرة الارتباط مجددا.
فبدل تحمل مسؤولية هذه التجربة يعلق كل واحد السبب على الطرف الآخر حتى ينتهي بهم المطاف إلى دور الضحية والكل ضدي وحظ ما عندي.
وقس على ذلك الكثير من المشاكل اليومية التي نواجهها في الحياة، فتجد مثلا تعامل الأب مع ابنه المراهق حين يرتكب خطأ فادحا بدل ان يواجه المشكلة وأسبابها ربما كان اهماله وعدم عقد جلسات حوار دورية معه أدى إلى انحرافه عن المسار الصحيح واختلاطه برفقاء السوء.
فتجد أول رد من الأب توجيه اتهام لأمه: أنت السبب، فتتحول مشاعر المراهق من شعور حقيقي بما فعل إلى شعور بالذنب فتزداد مشاعر الغضب ويكرر نفس الفعل.
مشاكلنا مرآة لطريقة تعاملنا مع أنفسنا ان كنا حقيقين فسنجد كل شيء علينا يسير وأي مشكلة تحدٍ لما أهملنا وقصرنا فيه.
وان كنا زائفين ومصطنعين فسنبدأ بالبحث حولنا عن أحد نحمله مسؤولية ما نحن عليه.
٭ رسالة: مشكلتي في الحياة هي من حولي يصنعون أسبابا للفرقة والجدال أكثر من الاتفاق، وأجد نفسي وسط كومة هذه الأحداث عاجزة عن ان أكون أفضل.
فأمي بلا ردة فعل وإخوتي هجومهم يسبق فهمهم مشاعر سلبية تأتي من مكان واحد فاضٍ وهو الماضي.
دكتور: غازي كيف نفتح صفحة جديدة لنستطيع ان نرى إيجابيات بعضنا كل محفل فرح يتحول إلى مآتم وكل فرصة نجاح لأحدنا تتحول لتبادل المشاعر السلبية ضد بعضنا البعض؟ أولا: كل إنسان مسؤول عن ذاته لا نستطيع ان نغير الآخرين، وفي الوقت نفسه لادبد الا نحمل أنفسنا مسؤولية كل شيء بما فيه تصرفات الغير.
الأجواء المتوترة سببها الرئيسي كلمات في العمق قيلت في النفس مئات المرات ولم تخرج للعلن، لذلك يجد صاحبها صعوبة في تقبل التواجد بنفس المكان مع إنسان يحمل تجاهه مشاعر لوم، فما من هذا الشخص الا ان يفتعل أسبابا غير موجودة للخلاف ليسمح لتلك الكلمات بالخروج بدل ان نقابله بنفس الأسلوب، علينا ان نكون أذكياء وندرك حجم المعاناة فهو غير قادر على تحمل هذه الأعباء التي تثقل كاهله وصحته وتؤثر بالسلب على أدائه اليومي.
كلما كنا نستوعب أوجدنا فرصة لان نقترب ووقتا لان نسمع بعضنا بشكل جيد دون تراكمات، وبالتالي علينا ان نسمح لهذه الانفعالات بالخروج وبعدها نلجأ للحوار وليس الخصوم.
Twitter @Dr_ghaziotaibi