في كتاب أرسطو الشهير «رسالة في النفس»، فسر لنا أن الأحلام لا تكشف لنا شيئا بل هي لون من ألوان النشاط النفسي يصدر عن النائم بحسب الظروف التي يكون عليها نومه.
وأضاف الفيلسوف الفرنسي وهنري برغسون أن الحواس لا تتعطل عن أداء وظيفتها أثناء النوم فمثلا إذا انطلقت حوله أصوات شجار حلم كأنه يرى صداما مع الآخرين.
ويقول فرويد إن الأحلام تنفيس لرغبات مدفونة في النفس منذ أيام الطفولة.
متصلة على برنامج تلفزيوني تقول: حلمت أنها تشرب من وعاء غير نظيف! يأتيها الرد من مفسر الأحلام: انت مسحورة من أقرب الناس لك! اين وصلت بنا الأحلام حتى أقلقت منام هذا واضطربت بها حياة ذاك حتى أنها تحدد قرارات وتقطع صلة أرحام وتفرق بين أزواج، نادرا ما نجد تبشيرا أو تفاؤلا من هؤلاء المفسرينا فتفسير الأحلام أصبح إما مسحورة أو محسودةا فتنهال المتصلة بالبكاء وتبدأ بنوبة اكتئاب تنعزل عن الناس وتشك بكل شخص تراه.
أين الإيمان بالله وبالقضاء خيره وشره والدعوة للتفاؤل، فديننا دين يسر وتيسير على الناس وتبشير وبهجة وسعادة.
حين تتعلق قلوب وأفكار الناس بتفسير الحلم من الطبيعي ان يقع، فما تركز عليه تجده وما تعتقده تتجاوب معه نفسك بسرعة كبيرة.
تقول إحدى المراجعات: يا دكتور بدايتي مع الاكتئاب كانت تفسير حلم يراودني فوجدت التفسير المعني يقول لي: ستواجهين المصاعب في حياتك وستفشل زيجاتك انت محسودة، تقول: تزوجت ولم أوفق ففي كل مرة أحيل المسؤول عن ذلك لسبب خارجي وان الناس هم من أصابوني بالعين لذلك لا اتحمل مسؤولية أفعالي ولا أفكر بتغيير ذاتي وأجعل الناس شماعة لأخطائي، وكلما حاول زوجي الحوار لإنجاح الزواج أحاول إقناعه بتفسير الحلم القديم وان الناس هم السبب ربما فلانة أصابتنا بالعين واننا محسودين فأصبحت أؤمن بشدة بالأحلام وأبني عليها قراراتي.
حتى انعزلت عن الناس وأصبحت ليس لدي رغبة في عمل أي شيء لذاتي كلما خرجت من المنزل أشعر بضربات قلبي وضيق تنفسي واني مرصودة من أعين الجميع.
خلاصة القول: لا يعلم الغيب إلا الله، الايمان به وتقواه حرز يحميك كلما قل أصبحت أكثر عرضة لضعاف النفوس للتحكم بحياتك وتفسيرها على هواهم فتجد نفسك فاقد الأهلية والمسؤولية.
لا تشغل بالك بحلم ولا تفكيرك بأحداثه كن على أرض الواقع وانشغل بخلق التغيير الذي تريده وتوكل على الله واسع إليه بقلب سليم.
Dr_ghaziotaibi@